أعجبني مقال الدكتور صالح عبدالرحمن المانع، "اقتصادات المشاركة والتعاون"، الذي أوضح فيه الدور الذي أصبحت تلعبه فكرة التعاون في مجتمعات ما بعد العصر الصناعي، خلافاً لما نعتقده من أن مبدأ الفردية أصبح متسيداً على جميع مناحي الحياة فيها، وأنه لا وجود لشيء غير الذات الفردية، وإن كانت هذه تسير وفق القانون والنظام، إلا أنها لا تعبأ بشيء خارج ذلك الإطار. والحقيقة، كما أوضح الكاتب، أن السنوات القليلة الماضية شهدت عودة قوية لفكرة الجماعة المتعاونة في كثير من التجارب الغربية، وأن فكرة المشاركة والتعاون أصبحت تأخذ لها حيزاً واسعاً داخل الفضاء العام لهذه المجتمعات، وأجمل الأمثلة على ذلك هو المثال الذي ساقه الكاتب من مدينة سان فرانسيسكو حول انتشار ظاهرة المشاركة بين أكثر من شخص في استخدام سلعة أو خدمة أو مهارة معينة، أو عرضها للبيع أو الإيجار بسعر رمزي لفائدة أشخاص يرغبون باستخدامها مؤقتاً فقط. إنها ثقافة جديدة تتجاوز أنانية الذات الفردية الحديثة، وتسمح بتوفير فاقد مالي كبير يعود على المجتمع بالنفع والفائدة. عثمان عبدالله -السعودية