لم تكن سوق الحِلي والمجوهرات رائجة كثيراً هنا في منطقة "باياتونزو" البورمية قرب الحدود مع تايلند، وذلك بفعل تداعيات عقود من عدم الاستقرار والصراع بين سلطات ميانمار (بورما سابقاً)، والمتمردين من بعض الأقليات العرقية، حيث كانت غاية حلم السكان الحصول على الكفاف من لقمة العيش وكفى ولا كان للكماليات ضمن بنود ميزانياتهم الشخصية. وكان كثيرون أيضاً يعبرون الحدود للحصول على فرص عمل في تايلند. ولكن انتعشت الآن آمال جديدة في تجاوز هذا الواقع الاقتصادي المرير، مع إعلان سلطات ميانمار عن توصلها لاتفاق سلام مع المتمردين في ولاية "مون الجديدة"، واعدة بتكثيف جهود التنمية في المنطقة، وبناء مصانع ومشروعات كبيرة لتوفير فرص عمل للآلاف من سكان الإقليم. وبهذه الكيفية يمكن أن تكتمل دورة الحياة التنموية الطبيعية، بعدما ظل الصراع والحرب الأهلية يفوتان فرص الإعمار والازدهار. واليوم يأمل هذا البائع أن يثمر وعد السلام، وأن تحقق التنمية أهدافها، وينال الإقليم أخيراً حظه من مباهج الرخاء والاستقرار، حتى لا يقف هو في محل مجوهراته هكذا مشبكاً يديه، في انتظار مشترين، يمر الزمن رتيباً ولا يجيئون لرؤية مايخبئه لهم من مفاجآت ودرر ثمينة. (رويترز).