لاشك أن للحالة اليونانية طابعاً مأساوياً يذكرنا بفكرة المأساة كما صورتها وجسدتها الملاحم الأدبية لليونان القدماء. وهذا ما أشار إليه مقال "القلاقل اليونانية... نتاج ديمقراطية مقموعة"، لكاتبه ويليام فاف الذي أوضح فيه أن اليونانيين يرون وطنهم، وللمرة الرابعة في تاريخه الحديث، يتعرض لإساءة المعاملة من قبل القوى الكبرى في غرب أوروبا. وقد تجلت تلك الإساءة، أو بالأحرى القمع، في حقيقة أنه بينما اختار اليونانيون التوافق عبر أسلوب ديمقراطي (الاستفتاء الشعبي) على الطريق الذي يرونه لمعالجة أزمتهم الاقتصادية، بما في ذلك تقديم تضحيات اجتماعية جسام، فكر الأوروبيون الكبار بطريقة أخرى معاكسة تجبر اليونانيين على القيام بتضحيات أكثر إيلاماً. لهذا، يقول الكاتب، لا غرابة في أن نرى اليونانيين وهم ينفسون عن غضبهم في أثينا بالطريقة التي شاهدناها جميعاً. محمد حامد -أبوظبي