الإشادة الكبيرة بالمؤتمر الثالث والثلاثين لطب وجراحة العيون الذي أقيم في العاصمة أبوظبي، خلال الفترة من 16 إلى 20 فبراير الجاري، تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعكس بوضوح القدرات الكبيرة التي تتمتع بها أبوظبي في تنظيم الفعاليات الكبرى المهمّة من ناحية، والمستوى المتطور الذي يشهده قطاعها الطبي من ناحية ثانية. وأهمية هذا المؤتمر لا تكمن فقط في كونه ينعقد في أبوظبي للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإنما أيضاً في ما يمثله من قيمة علمية رفيعة، باعتباره واحداً من أعرق المؤتمرات العلمية في العالم، حيث يمتد عمره إلى أكثر من قرن ونصف القرن، ومن ثم يقدم فرصة مثالية لاستثمار أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في مجال طب وجراحة العيون، وإضافة حقيقية لمسيرة طب وجراحة العيون في الإمارات ومنطقة الخليج والعالم العربي، والشرق الأوسط بوجه عام، فالأوراق العلمية التي تم عرضها في المؤتمر تتناول أحدث الموضوعات والإشكاليات والرؤى الطبية لآخر ما توصل إليه العلم الحديث من نتائج في مجال طب جراحة العيون، فضلاً عن عرض التجارب العالمية في مجال الهندسة الطبية من خلال عرض 150 شركة عالمية أحدث التقنيات المستخدمة في هذا المجال، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجاباً على المرضى داخل الدولة وخارجها. إن نجاح أبوظبي في تنظيم هذا المؤتمر بهذا الشكل الذي لاقى إعجاب من شاركوا فيه سواء من الأطباء والمتخصصين الاستشاريين أو مسؤولي عشرات الشركات التي عرضت أحدث منتجاتها المرتبطة بطب وجراحة العيون يعدّ اعترافاً بما تمتلكه من مهارات تنظيمية، وعناصر بشرية قادرة على تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية الكبرى، التي باتت ملمحاً عامّاً للإمارة، ودليلاً على ما تشهده من حيوية وزخم، وأحد مظاهر النهضة الحضارية الكبرى التي تعيشها في العديد من المجالات، وذلك بفضل رؤيتها التنموية الرائدة والمتكاملة، التي تعمل على استثمار إمكاناتها لجعلها مركزاً عالميّاً متميزاً تتطلع إليه الأنظار في المجالات العلمية والتكنولوجية والثقافية وغيرها. فكما هو معروف فإن هذا المؤتمر يعقد عالميّاً كل أربعة أعوام، ويتم اختيار الدولة المنظمة له وفق معايير دقيقة وموضوعية، ويحتاج إلى استعدادات خاصة على المستويات كافة، الأمر الذي يؤكد أن اختيار العاصمة أبوظبي لانعقاده لم يأتِ من فراغ، وإنما من ثقة كبيرة بقدراتها على تنظيم مثل هذه الفعاليات الكبرى بكفاءة عالية. الإشادة الكبيرة بالنجاح الملفت للنظر لهذا المؤتمر، والثقة الكبيرة بقدرة أبوظبي على تنظيم مؤتمرات علمية وطبية عالمية في المستقبل، تعكسان بوضوح التطور الهائل في القطاع الطبي في أبوظبي ودولة الإمارات بوجه عام، الذي يشهد حاليّاً تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى، واستقطاب أرقى المؤسسات الطبية في العالم إلى داخل الدولة، وإنشاء المدن والمنتجعات الصحية المتخصصة، بالإضافة إلى العديد من المقومات الأخرى التي تمتلكها الإمارات في هذا الخصوص، ما يجعل منها وجهة عالمية رائدة في صناعة المؤتمرات الطبية والعلمية مستقبلاً. ـــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.