قرأت مقال د. محمد العسومي: "صراع صيني أوروبي مستجد"، وأعتقد أن من حق الصين وغيرها من الدول أن تتعامل مع الاتحاد الأوروبي بمنطق المعاملة بالمثل، لأن الأوروبيين إذا كانوا حريصين على مصالحهم، ومستعدين لاستصدار تشريعات تخدمها، فإن من حق شركائهم العالميين الآخرين أيضاً أن يسعوا من جانبهم للدفاع عن مصالحهم. وبالنسبة للقرار الأوروبي بفرض ضريبة على كربون الأجواء لو افترضنا أنه جاء أصلاً بدافع حماية البيئة، فلماذا لم يصدروا قراراً مماثلاً يعوضون هم بموجبه أيضاً لدول العالم الأخرى عن نفث طائراتهم للكربون في أجوائها؟ أم أن الأجواء الأوروبية هي وحدها الجديرة بالحماية من الكربون، فيما أجواء الدول الأخرى لا تستحق ذلك؟ وهل طريق أموال الضرائب من هذا النوع لابد أن يكون ذا اتجاه واحد، بحيث يضخ الآخرون أموالهم في أدراج الخزائن الأوروبية، ولا تضخ أوروبا أموالها في خزائن الآخرين؟ ما هذا المنطق؟ وما هذه الازدواجية؟ هل امتدت الازدواجية في العلاقات الدولية لتصل أيضاً حتى الأجواء؟ يوسف محمود - أبوظبي