أتفق مع كثير مما ورد في مقال د. أحمد يوسف أحمد: "الحراك العربي والاتحاد المغاربي"، وأعتقد أن الشعوب المغاربية قد أصيبت خلال السنوات الماضية الأخيرة بخيبة أمل حقيقية بعدما تعطل مسار العمل المغاربي المشترك، وتوقفت قمم الاتحاد عن الانعقاد منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، دون أن تكون هنالك مبررات مقنعة لذلك. والآن مع التحولات الجديدة التي عرفتها بعض دول الفضاء المغاربي أعتقد أن على النخب السياسية الحاكمة في البلدان الخمسة أن تلتقط الرسالة وتتفهم حجم الإحباط الشعبي تجاه عجزها عن إعادة تفعيل العمل المشترك. ومن المعروف أن الشعوب هي المتضرر الأول والأخير من غلق الحدود بين بعض الدول المغاربية، وهي المتضرر من عودة التأشيرات بين بعضها الآخر، وهي المتضرر من ضآلة المبادلات التجارية، هذا مع أن الشعوب المغاربية تشترك في كل شيء، في اللغة، والدين، والمذهب، والثقافة، والتاريخ، والعالم من حولها يتحد، وهي تفرض عليها تجاذبات حكوماتها أن تبقى بعيدة عن بعضها بعضاً! وهل هنالك ما هو أشد عجباً من أن تكون المبادلات التجارية بين الدول المغاربية هي الأقل من نوعها على مستوى العالم، من حيث مبدلات التجمعات الإقليمية؟ عزيز خميّس - تونس