يوم الأربعاء الماضي، قرأت مقال "بيتر تومسون"، المعنون بـ" ثلاثي المعادلة الأفغانية: أميركا.. باكستان وطالبان". تومسون يرى أن المحاولات السابقة من قوى أجنبية للغوص في مستنقع السياسة الأفغانية أثبتت أنها تنتهي بتفريقهم أكثر من توحيدهم، فهذه المحاولات الأجنبية تحدث فقط اختلالات في التوازنات القبلية والعرقية. ما أود إضافته أن أفغانستان باتت لغزاً مستعصياً على الحل، فحتى الآن لم ينتصر "الناتو" بشكل حاسم وقاطع على "طالبان"، وقوات التحالف باتت الآن عرضة لتقلبات السياسة الداخلية لدى الأعضاء الأوروبيين في الحلف. المشهد الأفغاني بات رافضاً للتدخلات الخارجية والوجود العسكري، وفي الوقت نفسه عصياً على التفاوض واجتراح الحلول، وفي غضون ذلك تمر سنوات تلو الأخرى، ما قد ينذر بتلاشي جهود إعادة الإعمار...فما الحل؟ أعتقد أن الحل بيد الأفغان، وكلمة السر الآن هي الإجماع والتوافق على خطى توحد الشعب الأفغاني تحت مظلة سياسية واحدة، تذوب فيها الخلافات العرقية والمذهبية والقبلية، ويتحلى فيها الجميع بحب الوطن. وإذا كان الأفغان يرفضون التدخل في شؤونهم، فعليهم أن يثبتوا للعالم أنهم قادرون على طرح تصورات وحلول مناسبة تضمن الاستقرار لبلدهم. دول "الناتو" يهمها استقرار أفغانستان، وتدرك تلك الدول أن الوحدة الوطنية هي الركيزة الأساسية التي يمكن من خلالها بناء جيش وشرطة ومؤسسات قادرة على صد أي توتر واحتواء أي اضطرابات داخلية. رضوان نادر- دبي