إيران ليست صديقة ولا عدوة...والبعد الديني مصدر توتر في أفريقيا كيف يقيم الروس علاقتهم بإيران؟ وهل بات البعد الديني مصدراً للتوتر في القارة السمراء؟ وإلى أي مدى يؤثر الصعود السريع للصين على توازنات القوى في شمال شرق آسيا؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. لاصديقة ولا عدوة تحت عنوان "طهران لم تكن أبداً صديقة ولا حتى عدوة لموسكو"، نشرت "ذي موسكو تايمز" الروسية، يوم الخميس الماضي، مقالاً لـ"ديمتري ترينن" استهله بالقول: عندما ينظر الروس لإيران، يجدون أنها كانت دوماً جارة لبلادهم ومنافسةً لها. فالإمبراطورية الروسية دخلت في صراع مع الشاه للاستيلاء على شمال وجنوب القوقاز. و"بيتر الأكبر" ألحق جميع سواحل إيران على بحر قزوين، ووضع قواته شمال طهران. وفي مطلع عشرينيات القرن الماضي، قسمت كل من روسيا وبريطانيا إيران إلى مناطق نفوذ، فالروس حصلوا على الجزء الشمالي وخلال الحربين العالميتين، حاولوا احتلال إيران مرتين، ويشير الكاتب إلى أنه في طهران عام 1943 التقى روزفلت وتشرشل ستالين تحت حماية الجيش الأحمر السوفييتي. ديمتري ترينن، وهو مدير "مركز كارنيجي في موسكو"، يؤكد أنه لم يكن هناك الكثير من الود بين البلدين، فبالنسبة للإيرانيين، روسيا قوية جداً ومُهدِدَةٌ جداً لهم، والروس يتذكرون ما تعرضت له سفارتهم في طهران عام 1829، حيث قُتل سفير القيصر "إلكسندر جريبويدوف"، الذي كان مؤلفاً عظيماً لديه كتابات يعرفها الأطفال والكبار في روسيا ويحفظونها عن ظهر قلب. الكاتب يرى أن هذه الخلفية التاريخية مهمة، لفهم طبيعة الموقف الروسي تجاه برنامج إيران النووي. فعلى الرغم من أن الروس داخل الأمم المتحدة يدعمون عقوبات محددة على طهران، فإنهم يتنازعون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول فرض عقوبات أكثر صرامة يتم فرضها بشكل أحادي، كما تعارض روسيا أي نوع من استخدام القوة ضد إيران. الروس ينظرون إلى إيران على أنها إمبراطورية تاريخية، تعود مرة أخرى إلى أيام "سايروس وزيرزيس"، وهي الآن تحاول إعداد نفسها كقوة إقليمية في الشرق الأوسط الكبير. الروس يرون أن الطريقة الوحيدة لمنع إيران من حيازة سلاح نووي، تكمن في صياغة المجتمع الدولي لاتفاق لوقف برنامج إيران النووي، لكن بعد أن تكون لدى طهران القدرة على انتاج سلاح نووي، وأن توافق القوى العالمية الكبرى على إعادة دمج إيران في المجتمع الدولي، من خلال رفع العقوبات عنها، ووقف تجميد أرصدتها، والسماح لإيران بالحصول على عضوية منظمة التجارة العالمية. لكن الروس لم يستسلموا لفكرة حصول طهران على سلاح نووي، أو تجهيز صواريخ إيرانية لحمل هذا السلاح، فإيران في نهاية المطاف جار قريب لروسيا، وهذا يعني أن حيازة طهران لصواريخ متوسطة المدى يعني أن هذه الصواريخ قد تصل إلى العمق الروسي. ويشار إلى أنه طوال العقد الماضي بذل الدبلوماسيون الروس قصارى جهدهم لدفع إيران نحو نوع من الحلول التوفيقية مع القوى الكبرى، بحيث تحصل موسكو على مكاسب خاصة مقابل دورها كوسيط، وإلى الآن فشلت محاولات روسيا، لكنها لم تتخل عن موقفها أو تستسلم. الروس ينظرون لإيران كحليف، لكن هذا يبدو غريباً لمعظم الروس وأيضاً غالبية الإيرانيين. صحيح إن الروس يبيعون السلاح لطهران، لكن الوسطاء الذين يبيعون السلاح الروسي ينظرون إلى الموضوع، كمشروع تجاري يدر الربح، أما الإيرانيون فربما يفضلون شركاء آخرين، لتعزيز ترسانتهم الحربية، لكن ليس لديهم خيارات كثيرة. ويلفت الكاتب الانتباه إلى أن روسيا ألغت صفقة أنظمة دفاع جوي كان من المفترض تصديرها لإيران، وذلك بغرض الضغط على هذه الأخيرة. مصدر توتر خصص "جوين دايار" مقاله المنشور في "جابان تايمز" اليابانية يوم السبت الماضي، لرصد تأثير التباينات الدينية على استقرار بعض البلدان الأفريقية. فتحت عنوان "الدين مصدر متزايد للتوتر في أفريقيا". الكاتب استعرض مشاهد من بينها: توترات عسكرية خلال الأسبوع الماضي بين السودان وجنوب السودان، حيث تعرضت الأخيرة ذات الأغلبية المسيحية، لقصف من الثانية ذات الأغلبية المسلمة سبب الصراع هذه المرة هو النفط وليس الدين، حيث انفصل جنوب السودان عن الخرطوم، ما كان لهذا الانفصال أن يتم في غياب الانقسامات الدينية. وفي ساحل العاج حدثت منذ تسع سنوات انقسامات وفق الانتماءات الدينية، وتم وقف القتال العام الماضي. وفي نيجيريا، البلد الأفريقي الأكبر من حيث عدد السكان، ينتقل الوضع من سيئ إلى أسوأ، حيث حركة "بوكوحرام" تقتل الناس بحجة تطبيق الشريعة على جميع النيجيرين. وتجدر الإشارة إلى أن نيجيريا شهدت حرباً أهلية خلال الفترة من 1967 إلى 1970 أودت بحياه 3 ملايين نيجيري. ضحايا الهجمات الإرهابية في البلاد خلال الشهور القليلة الماضية بلغ مئات قليلة من القتلى لكن من المحتمل زيادة عدد الضحايا في المستقبل. بوكو حرام تعني "التعليم الغربي ممنوع"، وتتبنى الحركة إطاحة الحكومة النيجيرية هدفاً لها، علماً بأن نصف النيجيريين فقط يدينون بالإسلام، وهؤلاء أكثر فقراً من 80 مليون مسيحي يعيشون في نيجيريا، المسيحيون يعيشون في المناطق الجنوبية الغنية بالنفط والتي تنتشر فيها التجمعات الصناعية والموانىء. والتقسيمات ذاتها موجودة في كثير من الدول الأفريقية، حيث تجد مسلمين فقراء في شمال البلاد ومسيحيين أثرياء في جنوبها. الضغط الصيني القوي بهذه العبارة عنونت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم الخميس الماضي، لتعلق على زيارة "ذي جيبنج" إلى الولايات المتحدة. "جيبنج" نائب الرئيس الصيني، والرئيس المحتمل لبلاده، ويفترض أنه سيتولى زمام الأمور، ويصل إلى سدة الرئاسة في مارس 2013. الصحيفة قالت في الوقت الذي ازدادت فيه نسبة الرضا العام عن أوباما لدى الأميركيين إلى 50 في المئة، أخبر الرئيس الأميركي ضيفه الصيني بأن واشنطن ترحب بـ"الصعود السلمي" للصين، لكنه حذّر من الخلافات القائمة بين البلدين حول مسائل اقتصادية وعسكرية وقضايا تتعلق بحقوق الإنسان. المسؤول الصيني كان يسعى خلال زيارته لواشنطن إلى تعزيز مكانته الدولية. الصحيفة تطرقت إلى ضغوط العام الانتخابي على الرئيس الأميركي، وهي ضغوط تجعله ينتهج دبلوماسية صارمة، وهذا ما جعل أوباما يبدي عدم رضاه عن سياسات بكين الخاصة بالتجارة، وعن سعر صرف العملة الصينية وعن القمع في التبت وزينجيانج، وعن عدم التعاون في مشكلات عالمية، كما في سوريا الآن. أوباما قال لضيفه أثناء وجوده في البيت الأبيض: (مع اتساع النفوذ والرخاء تزداد أيضاً المسؤوليات). لكن الضيف الصيني لم يستجب مباشرة لنقد أوباما، لكنه عبّر عن أمله في شراكة تضمن تعاوناً قائماً على الاحترام المتبادل، والتأكيد على حل النزاعات الاقتصادية عبر الحوار وليس السياسات الحمائية. الأميركيون المندهشون من صعود الصين خلال العقدين الماضيين غير متأكدين مما إذا كان العملاق الآسيوي عدوهم أم صديقهم، وهذه الحالة يشاطرهم فيها الكوريون الجنوبيون، الذين تربطهم بالصين علاقات في مجالات عدة. وخلال هذا العام تحل الذكرى العشرون على دشين علاقات دبلوماسية بين كوريا الجنوبية والصين، فالبلدان طورا علاقاتهما لتصل إلى درجة "الشراكة الاستراتيجية"، علماً بأن الصين تفوقت على الولايات المتحدة كونها حلت بدلاً منها كأكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية. لكن الصين تحتفظ بعلاقات تحالف مع كوريا الشمالية، فبكين هي الحارس الوحيد لبيونج يانج وتمدها بمساعدات اقتصادية حيوية. ووفقاً لمعاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة التي أُبرمت بين الصين وكوريا الشمالية عام 1961، فإن بكين مضطرة للتدخل التلقائي في حال تعرضت كوريا الشمالية لعدوان خارجي، وأن تقدم لبيونج يانج الدعم العسكري ووسائل العون الأخرى من دون إبطاء.ومنذ تدشين علاقات دبلوماسية بين كوريا الجنوبية والصين في عام 1992، تكدّرت العلاقات بين بكين وبيونج يانج، فهذه الأخيرة اعتبرت الخطوة الصينية انتهاكاً لمعاهدة الصداقة، لكن ثمة أسباباً قوية أبقت على التحالف الصيني- الكوري الشمالي، أهمها التعاون الاقتصادي والمخاوف الأمنية الإقليمية. وعلى الرغم من العلاقات القوية بين الصين وكوريا الشمالية، فإن بكين لم تزود بيونج يانج بالسلاح، ولم تنفذ معها أية مناورات عسكرية. هذا يعني أن صعود الصين السريع وبطريقة غير مسبوقة جعل القوى الإقليمية تعيد تعريف أولوياتها الدبلوماسية، وضمن هذا الإطار، تواجه كوريا الجنوبية تعقيدات التغيير في وضع الصين ومكانتها الإقليمية، وتأثير ذلك على كوريا الشمالية. وإذا كان توحيد الكوريتين هدفاً قومياً للكوريين الجنوبيين، فإن تحقيقه يتوقف على القرار الاستراتيجي الذي تتخذه الصين تجاه مستقبل شبه الجزيرة الكورية.