حاول الدكتور عمار علي حسن في مقاله "انتخابات الشورى... لماذا العزوف"، أن يعلل الأسباب وراء التدني الشديد في نسبة المشاركة الانتخابية خلال المراحل والجولات المنقضية من الاقتراع الخاص باختيار أعضاء مجلس الشورى في مصر، فركز بصفة خاصة على النظرة السلبية إلى هذا المجلس، سواء بسبب أدواره ومهماته في ظل النظام السابق، أو بالنظر إلى صلاحياته المحدودة أيضاً في ظل الدستور المعدل الحالي. لكني أعتقد أن ثمة سببين لم يشر إليهما الكاتب؛ أولهما أن الكثير من المصريين بدأت هممهم تفتر وآمالهم في الثورة تتراجع، ومن ثم لم يجدوا في أنفسهم الدافع والحافز للوقوف طويلاً أمام مراكز التصويت. أما السبب الثاني فهو أن أنصار الأغلبية في مجلس الشعب، والذي اكتمل انتخابه ربما رأوا أنهم أدوا دورهم بما فيه الكفاية وأن فوز مرشحيهم لـ"الشورى" محسوم سلفاً، وبالتالي فقد أحجموا عن الذهاب للتصويت في الاقتراع الأخير. وهذا أيضاً قد ينطبق على أنصار الأقلية في "مجلس الشعب"، إذ يرون أن النتائج محسومة لتيار الأغلبية وأن أصواتهم في "الشورى" لن ترجح كفة على أخرى، وبالتالي لم يجدوا هم أيضاً ما يحفزهم على تحمل عناء الاصطفاف والتصويت. كريم محمد -القاهرة