لا توجد خيارات كثيرة أمام أغلب فقراء باكستان، وهم أغلبية سكانية على كل حال، غير الاستمرار على استخدام الوسائل القديمة في الطهي والتدفئة. فإلى جانب تدني معدلات الدخل الفردي وانتشار البطالة وارتفاع معدلات الإعالة في البلاد... فإن أسعار المحروقات تحلق في مستوى عال يفوق القدرة الشرائية المحدودة أصلاً لدى أكثر الشرائح الاجتماعية. وفي هذه الصورة نرى رجالاً وصبية يتحلقون حول نار أوقدوها لطهي طعامهم وللتغلب على البرد، وطلباً للدفء في أحد أحياء مدينة بيشاور الباكستانية. وكما هو الشأن بالنسبة لعدة مدن باكستانية أخرى، فقد تعرضت بيشاور في الأيام الماضية إلى موجة غير معتادة من البرد القارص ولأحوال جوية قاسية، حيث هبطت درجات الحرارة خلال النهار إلى ما تحت الصفر المئوي. النار الموقدة من الخشب جذبت أفراد هذه الأسرة البيشاورية للتحلق حولها، وهم يصطلون بها، وربما جذبتهم أيضاً رائحة الطبيخ التي ينفثها القدر، وهو يغلي فوق نار الحطب، وإن أخذت تهمد قليلاً، لكن لسعات الجور القارس في بيشاور لا تهدأ ولا تعد بشتاء معتدل في أي مكان من باكستان! (أ.ب)