أمام جلال الموت ومرارة الفقد، أيصبر المرء ويلوذ بالصمت أم يندب حظه ويطلم خده؟ لا خيار مع الموت، لكن ردة الفعل إزاء ألم الفقد الناتج عنه تباينت لدى هذه الأسرة التي فقدت أحد أفرادها خلال انجراف التربة في جزيرة "لاليبرتاد" الفلبينية. فيما يجلس الرجل في حزن ووجوم بالغين، محاولاً تمالك نفسه، انطلقت المرأة تبكي وتولول بقدر ما في نفسها من فجيعة وألم. وكانت هناك يد تمتد لتهدئة انفعالاتها، لكن دون فائدة. كان لفجائية الحدث دورها في تعظيم الشعور بالصدمة والألم لدى الجميع. فيوم الاثنين الماضي، تعرضت هذه الجزيرة الواقعة بوسط الفلبين لزلزال بقوة 6?7 درجة على سلم "ريختر"، أدى إلى انهيار مئات المنازل وانجراف التربة، مما تسبب في مقتل 15 شخصاً، بينما استطاعت السلطات إنقاذ 29 آخرين من تحت الأنقاض وبين الأوحال، لكنها لم تصل إلى المناطق النائية بسبب الدمار الذي لحق بالطرق والجسور، مما صعب الوصول إليها لاستكمال عمليات الإنقاذ، والتي لم تنقذ فقيد هذه الأسرة، إذ كان ممن توفوا في الحال وقبل وصول فرق الإنقاذ.