سؤال مهم ذلك الذي عنون به الدكتور بهجت قرني مقاله الأخير: "ماذا يحكم... النفط أم السياسة؟"، والأمر هنا يتعلق بالاستراتيجيات الإقليمية والدولية، وبالكيفية التي ترتب بها الأولويات بين النفط والسياسة. وإذا كان الاقتصاد هو المعمل الذي يصنع السياسة ويرسم محدداتها الكبرى، فإن النفط هو عصب ذلك الاقتصاد القائم على الصناعة وعلى الخدمات التي لا يمكنها إنجاز حركة واحدة دون الاعتماد على الطاقة وفي مقدمتها النفط. ومع ذلك فإنه كثيراً ما كانت السياسة محكومة بمحدداتها الذاتية، بل قد تكون متغيراً مستقلاً يملي مقتضياته على المجالات الأخرى، كما هو الحال الآن في دول الثورات العربية، حيث تحولت هذه الثورات إلى عامل مهم في صناعة القرار الغربي. ومع ذلك فإنه لولا النفط والاقتصاد والأمن... المرتبطة كلها بتلك الثورات، لما كان لها اعتبار وازن في تحديد السياسات الأوروبية والأميركية تجاه المنطقة. أيمن سعيد -القاهرة