في هذا الفضاء المفتوح على جنبات الطريق هنا في العاصمة الأفغانية كابول تكتسي الأرض وشاحاً أبيض من الثلج المنسكب من السماء منذ أيام، حتى بلغ منسوب صبيبه عدة سنتمرات، ولا يبدو حتى الآن أن العاصفة الثلجية آذنت بانصراف قريب.. وقد بلغت درجات الحرارة، أو بالأحرى البرودة، هنا أرقاماً غير مسبوقة في تطرفها وشدتها، حتى بدا الشارع كما لو كان مقتطعاً من خريطة المحيط المتجمد الشمالي. ومع ذلك تفرض مكابدات الفقر المدقع والحاجة الماسة على هذه السيدة المبرقعة الجلوس هنا مع ابنتها الصغيرة على قارعة الطريق لعل وعسى يمر من يحن لرقة حالهما ويجود عليهما ولو بأقل القليل من النقود. يذكر أن العواصف الثلجية تقتل سنويّاً العشرات في أفغانستان، مثلما وقع في عام 2010 حين قتلت الانهيارات الثلجية 150 شخصاً. ويعرف بشكل خاص عن منطقة ممر "سالانج" في جبال هندوكوش، التي تربط كابول بالمناطق الشمالية، قسوة موجات البرد والعواصف الثلجية فيها، ولذلك يقدم سكانها كل عام النصيب الأكبر من الضحايا. كان الله في عون هذه السيدة فالجو بارد ومتجمد حقاً، ويخشى أيضاً أن تكون مشاعر المجتمع الدولي أكثر بروداً وتجمداً، وهو يرى هذه الحال ولا يكاد يحرك تجاهه ساكناً. (ا ف ب).