في مقاله المنشور هنا يوم السبت الماضي، حاول جاكسون ديل تصوير "الأزمة السورية" باعتبارها انعكاساً لـ"خطوط الصدع الإقليمي"، ويقصد به الصراع الطائفي بين السنة والشيعة، بين تركيا وإيران، رغم أن التوصيف الأكثر دقة يقول ما مفاده إنها هبة شعبية تطالب بالإصلاح الديمقراطي وبتكريس مبادئ الدولة الحديثة التي تساوي في الحقوق والواجبات بين مواطنيها. ولئن تزامنت الانتفاضة السورية مع وجود نظام حكم تنتمي قيادته لطائفة معينة، لها تحالفاتها المعروفة مع إيران، فليس معنى ذلك أن هذه الانتفاضة جاءت ضد إيران أو بدوافع طائفية. فالكثير من القوى الثائرة في سوريا ليست على خلاف مع إيران، ولا على تحالف مع تركيا. كما أنه لا وجود لصراع إيراني تركي في المنطقة، وما "خطوط الصدع الإقليمي" التي يتكلم عنها الكاتب إلا خطوط وهمية، وإن وجدت فهي محلية وسياسية، أي بين سلطة الحكم والمطالبين بالديمقراطية في بلادهم. سامي محمد -لبنان