أعتقد أن الدكتور حسن حنفي كان محقاً في مقاله الأخير حين دافع عن التكامل بين "البرلمان والميدان"، مؤكداً بصفة خاصة على حاجة مصر إلى بناء مؤسسي ديمقراطي يتمثل في البرلمان وغيره من الهيئات المنتخبة، وإلى الإبقاء على وجود الميدان كقوة ثورية دافعة ومحرضة ومحفزة، تذكر الناس والمؤسسات وأصحاب القرار بالأهداف التي قامت من أجلها الثورة، والتي لم يتحقق منها إي شيء إلى الآن. وحيث إن البرلمان عرضة للانحراف نحو الرضوخ لأجندة حزبية معينة قد تخطفه لصالحها، وأن الميدان عرضة هو الآخر للجنوح نحو العنف والعبثية والهروب إلى مطالب تعجيزية، فإن كلا منهما ضروري للآخر، لتحفيزه وترشيده، فلا بناء نهضوي بدون فعل ثوري محفز وعقل مؤسسي مرشد. أيمن عمر -القاهرة