إجابة على ذلك السؤال: "ماذا عن عام2012 " الذي عنون به هنا د. عبدالله خليفة الشايجي مقاله، أعتقد أن هذه السنة الجديدة ستكون بمثابة سنة التحديات بالنسبة للدول العربية التي عرفت تغيرات سياسية واسعة العام الماضي أدت في النهاية إلى إسقاط نظم ظلت في السلطة لفترات زمنية طويلة. ولئن كانت السنة المنقضية اعتبرت سنة الثورات والتحولات، فإن سنة التحديات هذه ينبغي أن تكون فرصة لإعادة الاستقرار والوصول بالتغيير إلى نهاياته الآمنة المأمولة. وفي مقدمة تلك النهايات المأمولة طبعاً وضع أسس نظم سياسية ذات وجه إصلاحي، وقادرة في الوقت نفسه على ضمان تسيير ناجح للشأن العام، وإعادة قطار التنمية في تلك الدول إلى سكته التي جنح عنها منذ زمن بعيد. وعندما تتمكن النظم الجديدة من تحقيق شيء في مجالات التنمية وتطوير البنى التحتية فستكون بذلك قد ضمنت ترسيخ حد مقبول من الرضا والاستقرار، وهذا بدوره كفيل بحماية ما تحقق من مكاسب، وجعل مختلف الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين ينخرطون في استكمال بقية مشروع التغيير والإصلاح. أما إذا كان العكس، لا سمح الله، فلن تختلف سنة التحديات عن سنة الثورات في شيء، من ناحية الفوضى العارمة واستدامة عدم الاستقرار. خالد إبراهيم - الدوحة