التصريحات التي أدلت بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بمناسبة انعقاد فعاليات "الملتقى العربي لتمكين الشباب في العمل التطوعي"، الذي استضافته أبوظبي مؤخراً تعكس بوضوح الاهتمام الذي توليه الدولة للعمل التطوعي، وتشجيعه ليصبح ثقافة عامة بين أفراد المجتمع، فقد أشارت سموها إلى أن "احتضان العاصمة أبوظبي لانعقاد هذا الملتقى، يؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- بالعمل التطوعي". تعتبر تجربة العمل التطوعي في الإمارات من التجارب الرائدة في المنطقة، ليس لأنها تجسد ما يتمتع به المجتمع من خصوصية في العطاء والتضامن والتكافل في الداخل وحسب، وإنما لأن العمل التطوعي يخدم الهدف الإنساني الذي تحققه الدولة في الخارج على نطاق واسع أيضاً، من خلال العديد من المبادرات الرائدة التي تستهدف من خلالها مساعدة الفئات المحتاجة والفقيرة في مناطق مختلفة من العالم، كمبادرات زايد العطاء التي استفاد منها الملايين في مختلف بقاع العالم، وعلاوة على ما سبق، فقد أصبحت هناك كوادر وفرق إماراتية متخصصة في مجال العمل التطوعي على الصعيدين المحلي والعالمي، ويظهر ذلك جليّاً في البرامج الإنسانية والخيرية التي تنفذ بسرعة فائقة وعلى درجة عالية من الكفاءة في الدولة بمشاركة المتطوعين الإماراتيين. إن أهم ما يميز تجربة العمل التطوعي في الإمارات أنها تنمو باستمرار، وتتطور لتقوم بأدوار متعددة، تنموية ومجتمعية، وهذا لم يكن ليتحقق إلا من خلال الدعم الذي توليه الدولة وقيادتنا الرشيدة لمختلف أشكال العمل التطوعي، الذي يترجم في العديد من المبادرات المهمة، كبرنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي الذي يحظى بدعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يستهدف تعزيز ثقافة التطوع والاستفادة من الموارد المتاحة وإيجاد الحلول الخلاقة التي تلبي حاجات المجتمع، وتقديم فرص التطوع لشباب الوطن وفتياته في عدد من البرامج الإنسانية والاجتماعية والاستفادة من أوقاتهم بصورة هادفة. إن الاهتمام الذي توليه الدولة، وقيادتنا الرشيدة، للعمل التطوعي، والحرص على تشجيعه، ينبع من اعتبارات عدة رئيسية، أولها أن دور العمل التطوعي لم يعد مقتصراً على الجوانب الاجتماعية فقط، وإنما أيضاً أصبح يقوم بدور فاعل في كثير من المجالات التي تخدم عملية التنمية الشاملة والمستدامة في الدولة. ثانيها أن العمل التطوعي أصبح يقوم بدور مكمل لعمل الحكومة في كثير من المجالات التي يهتم بها أفراد المجتمع، ولذا فإن الدولة تحرص على تفعيل الشراكة بين المؤسسات التي تمارس العمل التطوعي، سواء كانت أهلية أو مدنية، والهيئات والجهات الحكومية المختلفة. ثالثها أن تفعيل دور العمل التطوعي هو أحد جوانب المسؤولية المجتمعية التي تحرص الدولة على نشرها بين مختلف المؤسسات، ومن ضمنها المؤسسات التطوعية التي تقوم بدور مهم في خدمة المجتمع، وهذا يظهر بوضوح في مجموعة الأعمال الإنسانية والخيرية التي تقوم بها الجمعيات الأهلية والخيرية العديدة المنتشرة في الدولة، والتي تساهم من خلالها مساهمة كبيرة في دعم التنمية بمفهومها الشامل.