روسيا تطور طائرات من دون طيار..وتساؤلات حول حظر النفط الإيراني روسيا تخطط لإنتاج طائرات من دون طيار، وتساؤلات حول الحظر الأوروبي على استيراد النفط الإيراني، وتراجع المكاسب التي تحققت في روسيا خلال العقد الماضي، وبحوث متواصلة لدراسة فيروس إنفلونزا الطيور...موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. طائرات من دون طيار تحت عنوان "طائرات مروحية روسية ثقيلة تكشف كل شيء" نشرت "البرافدا الروسية يوم الأربعاء الماضي تقريراً لـ"فلاديمير شابانوف"، أشار خلاله إلى أن شركة Russian Helicopters تطور أنماطاً عدة من الطائرات من دون طيار. وذلك بناء على قرار وزير الدفاع الروسي. وحسب التقرير أنفقت روسيا قبل عامين ما قيمته 55 مليون دولار في إطار عملية التطوير، فهل لدى روسيا التقنيات الكافية في هذا المجال؟ فروسيا تستورد هذه الطائرات من إسرائيل، ففي أبريل 2010 تسلمت موسكو من تل أبيب 15 طائرة، وعرضت على إسرائيل تدشين وحدة لتصنيع الطائرات الإسرائيلية من دون طيار داخل روسيا، وطرحت الأخيرة على عدة دول أوروبية عروضاً لاستيراد هذا النوع من الطائرات. على سبيل المثال اشترت موسكو من النمسا عدة طائرات من دون طيار. روسيا لديها مشروع لإنتاج طائرة مروحية من دون طيار تحمل اسم Albatros، يصل وزنها 3 أطنان والنموذج التجريبي لهذا النوع الروسي سيظهر في عام 2017، وسيستخدم في النقل أو في شن هجمات، وثمة نوع جديد اسمه Roller قادر على الطيران في لمسافة 300 كيلو متر. تساؤلات أوروبية يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "نفط أقل مزيد من المياه المضطربة"، نشرت "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية افتتاحية رأت خلالها أن المحامين يحذرون عادة من طرح أسئلة لا يعرف المرء أي إجابة عليها، ويبدو أن هذا الأمر ينطبق على الاتحاد الأوروبي، وذلك أن فرض حظر على استيراد النفط الإيراني بسبب برنامج طهران النووي، يطرح مجموعة تساؤلات تصعب الإجابة عليها، على سبيل المثال: هل العقوبات التي صدق عليها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين قبل الماضي، والتي بررها وزير الخارجية الفرنسي قد تقنع إيران بتغيير موقفها والقبول بالحوار، أم أن هذا الحظر "غير عادل" وسيفشل على حد قول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية؟ التساؤل السابق يولّد آخر مؤداه: هل هذا التصعيد في العقوبات الذي يشمل تجميد الأصول الأوروبية في بنك إيران المركزي سيدفع طهران نحو تنفيذ تهديدها بغلق مضيق هرمز، الذي يمر منه ثلث إمدادات العالم النفطية، وهل هذا سيسفر عن حرب؟ ومنذ أن قالت الولايات المتحدة إنها ستفعل أي شيء ممكن للإبقاء على مضيق هرمز مفتوحاً أمام الملاحة، فهل سيتعارض وقوع أي حرب مع نوايا الاتحاد الأوروبي الذي يريد التوصل إلى حل سلمي مع إيران بدلاً من الخيار العسكري؟ الاتحاد الأوروبي نفسه لديه مخاوف تنبع من تساؤل داخلي حول ما إذا كان فرض حظر على استيراد النفط الإيراني سيلحق الضرر بإيطاليا أو اليونان المنكشفة اقتصادياً؟ وعلى نطاق عالمي أوسع، هل تقليص صادرات إيران النفطية بنسبة 20 في المئة أو غلق مضيق هرمز سيرفع أسعار النفط ويؤدي إلى ضرر اقتصادي بالغ؟ وحسب الصحيفة، فإن بمقدور الضغط الدولي فقط جعل إيران في موضع المحاسبة على أفعالها، وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي يقف في صف الولايات المتحدة، وهذه الأخيرة تفرض منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي عقوبات أشد على طهران، تحظر معظم أنواع التجارة معها، لكن لا يجب أن ننسى أن إيران لا يزال لديها حلفاء أقوياء كالصين وروسيا. حقبة بوتين يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "أنباء جيدة وأخرى سيئة عن حقبة بوتين"، كتب "أوليج فوجين" مقالاً في "ذي موسكو تايمز" الروسية، أشار خلاله إلى أن روسيا في العقد الماضي وصلت إلى مرحلة مهمة في التنمية الاقتصادية، حيث أنهت ما كان يعرف ببشاعة عقد التسعينيات، وشهدت نمواً اقتصادياً سريعاً بلغ 7 في المئة واستمر بوتيرة مستمرة حتى عام 2008. فوجين، الذي نشر مقاله أيضاً في صحيفة "فيدومستي"، هو رئيس مجلس إدارة بنك MDM يقول إن الأوضاع المالية لمعظم الروس قد تحسنت خلال العقد الماضي، والاستثمارات الأجنبية ازدادت والطبقة الوسطى بدأت تظهر. وثمة خمسة مكونات أساسية لسياسة الحكومة الاقتصادية خلال فترتي بوتين الرئاسية، ساهمت في تحقيق النجاح. وهي: تعزيز الحكم بالقانون وحماية حقوق المواطنين، وانتهاج سياسة مالية صارمة وإصلاح نظام المعاشات وقطاعات الطاقة والإسكان والرعاية الصحية، وتخفيف العبء الضريبي، وخصخصة حصص الدولة في الشركات، ما أعطى إشارة واضحة بأن الاقتصاد يعتمد على المبادرات الفردية والمنافسة الحرة وهما ضروريان باعتبارهما محركين للنمو، وتقوية علاقات روسيا بالدول النامية من أجل الاستفادة من العولمة الاقتصادية. لكن السمات الإيجابية التي تحققت في العقد الماضي تم التراجع عنها بعدما بدأ عنصر الولاء يتفوق على مبدأ الفصل بين الدولة والقطاع الخاص، حيث أصبح رجال الأعمال الموالون للسلطة قادرين بشكل أفضل من غيرهم على تحقيق النمو والازدهار، أما نظراؤهم ممن يصنفون بأنهم غير موالين للسلطة فلا يتمتعون بالمزايا ذاتها. ومنذ نهاية العقد الماضي، بدأ تطبيق القانون يتآكل، وبات القضاء خاضعاً للسلطة التنفيذية، ما أدى إلى الفساد وتطبيق القانون بطريقة انتقائية، وأصبحت الشركات الصغيرة والمتوسطة منكشفة أمام الشركات التي تحظي بدعم وثقة السلطات، وهيمنت الشركات الكبرى العاملة في إنتاج المواد الأولية على الاقتصاد. أما نجاعة السياسة المالية فأصبحت شيئاً من الماضي، والآن نجد أن سعر النفط، هو الذي يحدد ما إذا كانت الحكومة قادرة على الوفاء بنصف التزاماتها المالية. وبدلاً من أن تقلل الحكومة الروسية انخراطها في الاقتصاد وسعت الدولة دورها من خلال استخدام عوائد التصدير في تدشين شركات جديدة. الكاتب لفت الانتباه إلى أن الاقتصاد الروسي لم ينمو (حتى ولو بواحد في المائة فقط) خلال الفترة من 2008 إلى 2011، وربما يفسر البعض ذلك بالأزمة العالمية، لكن خلال الفترة ذاتها، حقق شركاء روسيا في مجموعة "البريكس": الصين والهند والبرازيل نمواً وصل إلى 31 و26 و 11 في المئة على الترتيب. إنفلونزا الطيور يوم السبت الماضي، وتحت عنوان "التوازن بين الأمن والعلم"، نشرت "جابان تايمز" اليابانية افتتاحية رأت خلالها أن العلماء المنهمكين في البحث عن طرق لرصد فيروس إنفلونزا الطيور ومنع انتشاره، علقوا أعمالهم خوفاً من أن يتم استغلال بحوثهم في الإرهاب البيولوجي، أو أن جهودهم قد تتسرب من المعامل، وقد تسفر عن تطوير للفيروسات قد يسفر عن وباء عالمي يكلف الآلاف وربما الملايين من الأرواح. القرار الذي اتخد بشأن وقف البحوث المعنية بفيروس إنفلونزا الطيور قرار مؤقت، فثمة اجتماع لخبراء عالميين في مجال الصحة سيتم خلاله تحديد الطريقة التي ينبغي العمل بها، ولا شك أن الاجتماع سيحفل بسجال مهم حول تساؤلات يصعب العثور بسهولة على إجابات لها. الصحيفة تقول إن فيروس إنفلونزا الطيور ظهر في جنوب شرق آسيا نهاية التسعينيات، وظهرت أول إصابة بشرية في هونج كونج عام 1997، حيث أصيب 18 شخصاً بالفيروس مات منهم 6 أشخاص. وانتشر المرض جراء انتقال العدوى من الطيور إلى الحيوانات، ووصل إلى الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا، وبلغ إجمالي الإصابات البشرية بالفيروس 576 تُوفي منهم 339. ويخشى العلماء من أن يطور الفيروس نفسه ليكون قادراً على الانتقال بين البشر، ليتحول بذلك من مرض خطير إلى مرض قاتل، قادر على إحداث وباء كالذي وقع خلال عامي 1918و 1919 حيث الإنفلونزا الإسبانية التي أودت بحياة 40 مليون نسمة. من جانبهم، يحاول العلماء الاستعداد لإمكانية تطور الفيروس، ليتسنى لهم معرفة كيف يتطور الفيروس، ومن ثم إيجاد تطعيم مضاد له، تحسباً لوقوع وباء. خلال الآونة الأخيرة نجح العلماء في تجربة قاموا خلالها بتطوير فيروس قادر على الانتقال بين الثدييات، وربما بين البشر. لكن المجلس القومي الأميركي للأمن البيولوجي، أوصى بعدم نشر كافة النتائج الخاصة بالتجربة. وهذا ما جعل العلماء المعنيين بالتجربة ينشرون خلال الشهر الجاري في صحيفتين ما مفاده أن التجربة مهمة لحماية الصحة العامة، بيد أنهم دعوا لوقف التجربة لمدة 60 يوماً كي يتم عقد مؤتمر دولي حول المسألة يعقد الشهر المقبل في منظمة الصحة العالمية. إعداد: طه حسيب