عند مداخل العاصمة الإندونيسية جاكرتا، يتحرك هذا القطار عبر طريقه اليومي باتجاه وسط المدينة. وكما يحدث في كل رحلة، فقد امتلأ عن آخره بالركاب، ليضطر مسافرون آخرون لاعتلاء سطحه والتعلق بجنباته، وبالمؤخرة والمقدمة أيضاً! مشهد تألفه العين في أندونيسيا التي يتجاوز عدد سكانها ثلاث مائة مليون نسمة، لاسيما في جاكرتا التي يعمل بها خلال النهار ملايين الناس، ثم يغادرونها في المساء ليعودوا في صباح اليوم التالي. وإلى جانب وسائل النقل البحري التي يتنقل عبرها الأندونيسيون بين جزر البلاد المتناثرة فوق الماء، فإن القطارات تمثل وسيلة نقل رئيسية أخرى، بالنظر لطاقتها الاستيعابية، ولأن تذاكرها هي الأرخص مقارنة بتذاكر الزوارق والباصات. بيد أنه بسبب استسهال البعض لهذه الطريقة في اعتلاء القطارات والتعلق بها (دون الحاجة لشراء تذكرة)، مما يعرض حياتهم للخطر، فقد أصدرت الحكومة الإندونيسية في الثامن عشر من يناير الجاري قراراً بتعليق كرات كبيرة على القطارات لمنع اعتلائها وتسلقها. لكن منظمات حقوقية انتقدت القرار، باعتبار أن تلك الكرات لن تمنع الأشخاص من التسلق والتعلق، وإنما ستعرض حياتهم للخطر، وأن الأجدى هو توسيع خطوط السكك الحديدية بما يستجيب للطلب الكبير على خدماتها! (أ ف ب)