سأحاول فيما يلي اقتراح إجابة على سؤال: "هل تأهل السودان للتغير؟" الذي عنون به هنا د. أحمد عبدالملك مقاله، وتتلخص إجابتي في الآتي: قبل الحكم على السودان بأنه قد بات جاهزاً للتغيير، علينا أولاً رصد ملامح المشهد السوداني اليوم، في كلتا دولتي الشمال والجنوب، وبعد ذلك نستطيع الحديث عن الجاهزية للتغيير من عدمها. ولا شك أن أية نظرة فاحصة اليوم لأحوال كل من السودانين، الشمالي والجنوبي، سترصد مؤشرات وأعراضاً مقلقة، حيث نجد الصراع الأهلي على خلفيات طائفية وعرقية وسياسية في الجنوب والشمال معاً، ونجد صراع الشمال والجنوب الأصلي أيضاً بسبب الملفات العالقة بينهما، التي لم ينجح حتى القضاء الدولي في فض اشتباكاتهما وتشابكاتهما. وقبل هذا وذاك نجد تحديات التنمية وتفشي الفقر، واختلالات وانعدام البنية التحتية. وأكثر من هذا نجد افتقاراً لفرص نشر الوعي والتعليم في مناطق كثيرة. وبالنظر إلى جميع هذا يمكن القول إن كل أسباب التغيير موجودة، ولكن شروط تحققه من وعي وإرادة في التوافق السياسي والتفاهم هي المفقودة. آدم نعيم - الخرطوم