أثار د. رياض نعسان آغا في مقاله: "ما بعد الثورات العربية!" قضية شديدة الأهمية هي الواقع الراهن المليء بالتحديات الذي تواجهه بعض الدول العربية التي عرفت تحولات خلال العام الماضي. والحقيقة من وجهة نظري الشخصية أن تلك الدول تواجه اليوم لحظة الحقيقة بكل ثقلها وتعقيدها وتحدياتها الجسيمة. ولذا فلابد أن ترتقي القوى السياسية التي تتقدم المشهد فيها اليوم إلى مستوى من الوعي والتوافق والإرادة السياسية يسمح لها بالاستجابة لتلك التحديات، واستنباط واتباع الطرق المناسبة لحل المشكلات الممسكة بخناق الواقع الصعب. فالبطالة في مجتمعات الدول العربية المعنية ظلت متفشية، والفقر على أشده، والإمكانات محدودة، والدورة الاقتصادية ما زالت مرتبكة، وفي المقابل فالتطلعات الشعبية مرتفعة، والمطلوب كثير، والموجود قليل. وبعبارة أخرى، إن كان التغيير قد تحقق في تلك الدول فإن هذا التغيير ليس غاية في حد ذاته، بل لابد أن تكون له نتائج عملية على حياة الناس، من خلال توفير فرص العمل وتسهيل الحصول على لقمة العيش. وما زال هذا وذاك غير متوافرين حتى الآن. وهذا ما ينبغي العمل لتجاوزه اليوم قبل غد. عزيز خميّس - تونس