"ميثاق" لإعادة تعويم منطقة "اليورو"... ومساعٍ لتوسيع العقوبات على إيران قمة برلين بين ساركوزي وميركل حول سبل الخروج من الأزمة، وقراءة صينية في المقاربة الأميركية لموضوع إيران النووي، وفوز ميت رومني في محطتي آيوا ونيوهامبشاير ضمن الانتخابات التمهيدية الجمهورية، والذكرى المئة لتأسيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي... موضوعات أربعة استأثرت باهتمام الصحافة الدولية. مخارج أزمة "اليورو" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية افتتاحية عددها ليوم أمس الخميس، التي خصصتها للتعليق على قمة ميركل وساركوزي الاثنين الماضي في برلين قصد بحث سبل الخروج من الأزمة التي تتخبط فيها منطقة اليورو حاليّاً؛ قمة عُقدت على خلفية فقدان الثقة في الأوضاع المالية لبلدان منطقة اليورو بسبب ارتفاع الديون، الأمر الذي أدى إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية في وقت باتت فيه حالة عدم اليقين هذه تهدد بوضع الاقتصاد العالمي في خطر. وحسب الصحيفة، فالمؤمل هو أن تمارس ألمانيا وفرنسا، اللتان تعتبران أقوى اقتصادين في منطقة اليورو، دوراً قياديّاً حتى تتوصل أوروبا إلى برنامج للتغلب على الأزمة. وترى الصحيفة أن الأزمة تعمقت لأن العديد من البلدان الأوروبية انتهكت قاعدة تنص على ضرورة أن يُبقي أعضاء الاتحاد الأوروبي على عجز ميزانية بلدانهم دون 3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي؛ ونقلت عن ساركوزي قوله في هذا الصدد إن "ميثاقاً جديداً"، سيتضمن عقوبات أوتوماتيكية ضد أي بلد يخرق هذه القاعدة، من المتوقع أن يتم التوقيع عليه في الأول من مارس المقبل. اتفاق تقول الصحيفة إن كل بلدان الاتحاد الأوروبي مستعدة للتوقيع عليه باستثناء بريطانيا، وإنه إذا تضمن عقوبات فعلية ضد البلدان التي تقوم بخرق القواعد، فإن بلدان منطقة اليورو ستستطيع حينئذ دراسة الخطوة المقبلة بجدية، المتمثلة في إصدار سندات باستعمال قوتها المشتركة. ثم شددت في الختام على ضرورة أن يتوصل الاتحاد بسرعة إلى مخطط يقدم بموجبه البنك المركزي الأوروبي مساعدة مالية مباشرة للبلدان التي تواجه أزمة مالية عبر استعمال سندات مشتركة كضمانات. العقوبات ضد إيران ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس، اعتبرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية أن المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران ما فتئت تتصاعد منذ بداية هذا العام، مما يغذي المخاوف من إمكانية خروجها عن السيطرة قريباً، كما تقول؛ حيث يكثف الغرب بقيادة الولايات المتحدة جهوده الرامية إلى فرض مزيد من العقوبات على إيران بهدف حملها على التخلي عن برنامجها النووي، بينما يفكر الاتحاد الأوروبي بشأن تاريخ بدء حظر على النفط الإيراني. ومن أجل إضفاء مزيد من القوة على العقوبات، تضيف الصحيفة، تحاول الولايات المتحدة الآن إقناع بلدان مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وتركيا بالإحجام عن شراء النفط الإيراني. غير أن الصحيفة تقول إن الصين، وأطرافا أخرى عديدة في العالم، تجمعها بإيران علاقات تعاون قوية ومفتوحة في المجالين التجاري والطاقي؛ وهو تعاون لا علاقة له بالموضوع النووي، وينسجم مع قرارات مجلس الأمن الدولي، كما تقول. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن وثيقة البنتاجون التي أفرج عنها مؤخراً، تمت الإشارة فيها إلى إيران والصين بشكل خاص باعتبارهما تقفان في طريق قوة حضور الولايات المتحدة في العالم. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، فإن إثارة المواضيع الدولية في سنة انتخابية من شأنه مساعدة حملة إدارة أوباما، قبل أن تختم بالقول إن على إيران أن تبذل جهوداً أكبر من أجل إقناع العالم بأنها تتبع طريقاً سلميّاً نحو استخدام الطاقة النووية، في حين يتعين على واشنطن أن تمتنع عن أي خطوات متهورة. تمهيديات "الجمهوريين" صحيفة "آيريش تايمز" الإيرلندية علقت ضمن عددها أمس الخميس على فوز ميت رومني بمحطتي آيوا ونيوهامبشاير ضمن الانتخابات التمهيدية الجمهورية التي ستختتم باختيار المرشح الذي سيتنافس باسم الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن آيوا ونيوهامبشاير، اللتين صوتتا لانتخاب أوباما في 2008، دعمتا رومني للفوز بالترشيح الجمهوري أيضاً. وهكذا، سينتقل "السيرك الجمهوري" الآن إلى الجنوب، تتابع الصحيفة، إلى كارولينا الجنوبية، أولى الولايات "الحمراء" (الولايات التي تصوت عادة للجمهوريين)، من أجل بدء محطة جديدة من الانتخابات التمهيدية في الحادي والعشرين من يناير التي يهيمن عليها الناخبون الإنجيليون المحافظون اجتماعيّاً، والذين يرتاب العديد منهم من رومني بحكم انتمائه إلى طائفة المرمون. وترى الصحيفة أنه إذا نجح هذا الأخير هناك -علماً بأن استطلاعات الرأي تُظهر أنه يتقدم بـ10 نقاط على كل من رئيس مجلس النواب السابق جينجريتش وعضو مجلس الشيوخ السابق ريك سانتروم- فإن المراقبين يتوقعون أن الترشيح لمواجهة أوباما في نوفمبر المقبل سيصبح مضموناً، ولاسيما أن هذه الولاية اشتهرت منذ 1980 بأنها تراهن على الفائز في الانتخابات التمهيدية الجمهورية. غير أن الصحيفة تلفت إلى أن هذا لن يكون يسيراً، وذلك على اعتبار أن كارولينا الجنوبية تشكل دائماً معركة طاحنة، ولاسيما أن حاكم ماساتشوسيتس السابق، رومني، لديه 2,3 مليون دولار لينفقها على الإعلانات خلال العشرة أيام المقبلة، في حين أن لجنة جمع التبرعات التي تعمل لحساب جينجريتش، ابن ولاية جورجيا المجاورة، خصصت ما لا يقل عن 3,4 مليون دولار لذلك. مئوية "المؤتمر الوطني" صحيفة "ذا هيندو" الهندية سلطت الضوء ضمن افتتاحية عددها أمس الخميس على الذكرى المئة لتأسيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب إفريقيا التي حلت في الثامن من هذا الشهر، معتبرة أن قصة هذا الحزب، تعود إلى بداياته كحركة تحرر سلمية ضد المحتلين البريطانيين والهولنديين لجنوب إفريقيا، ثم تحول إلى منظمة مقاتلين حاربت نظام التمييز العنصري "الآبارتايد"، ليصبح الحزب الذي أشرف على انتقال ناجح بالبلاد إلى مرحلة ما بعد "الآبارتايد" في جو من المصالحة مع البيض، إنها "ملحمة ملهمة حقاً للإنسانية الحديثة"، وذلك على اعتبار أنه حتى في ذروة الكفاح المسلح، كان المؤتمر الوطني الإفريقي واضحاً في نيته النضال من أجل جنوب إفريقيا متسامحة حيث يستطيع البيض والسود العيش متساويين. وترى الصحيفة أن الزعامة الأيقونية التي مثلها نيلسون مانديلا، والتي تميزت بالتزام تام بالكفاح من أجل القضية، وعمله المتمثل في الكرم السياسي والتسامح تجاه كراهية الحكام البيض في وقت كانت تقف فيه جنوب إفريقيا في بداية عهد التحرر، وغياب الرغبة في الانتقام في إيديولوجيته، تجعله شبيهاً بكفاح المهاتما غاندي من أجل استقلال الهند بشكل سلمي بعيداً عن العنف. صحيح أن سنوات المؤتمر الوطني الإفريقي الـ17 في الحكومة أدت إلى فقدانه بعض الألق، تقول الصحيفة، حيث شهدت السنوات الأخيرة ادعاءات وتهماً حول الفساد والمحسوبية؛ كما عرف الاقتصاد تباطؤاً في وقت ما زالت فيه البطالة والفقر يمثلان تحديين كبيرين. ولكن بشكل عام، تضيف الصحيفة، فقد تحسنت أحوال جزء كبير من السكان السود بشكل دراماتيكي، حيث قامت الحكومات المتعاقبة بتخصيص موارد كبيرة لتوفير الخدمات الأساسية من تعليم وماء وسكن وكهرباء. كما أن جنوب إفريقيا تفخر اليوم بأكثر دستور تقدمية في العالم. إعداد: محمد وقيف