هنا بمنطقة "نويدا" الواقعة بضواحي العاصمة الهندية نيودلهي، عادة ما تكون الصباحات شديدة البرودة جزءاً لا يتجزأ من يوميات الناس في مثل هذه الفترة من كل عام، ولكن درجات الحرارة وصلت في هذا العام إلى معدلات شبه قياسية في انخفاضها حيث سجلت أحياناً خلال الأيام الماضية 6 درجات فقط، حسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية. وفي مثل هذا البرد القارس المتدثر بضباب الصباح، ووحشة الطريق، ينطلق عامل خدمة التوصيل الملثم هذا، حاملاً على جانبي دراجته النارية عدداً هائلاً من أكياس الوجبات الخفيفة، لتوزيعها على الزبائن، مجازفاً باحتمال تعرض الدراجة لفقدان التوازن نتيجة الحمل الثقيل نسبيّاً، بشكل قد يعيق عملية القيادة نفسها. يذكر أن انتشار مطاعم الوجبات الخفيفة والسريعة يرتبط عادة في أذهان كثيرين بمباهج عصر العولمة، واتساع الطبقة الوسطى المستهلكة لهذه المباهج عادة، وهذا ما قد يصدق تماماً على الحالة الهندية اليوم، التي تشهد قصة صعود اقتصادي مشهود. ولكن المنجز الهندي في مجال توسيع نسبة الطبقة الوسطى على هرم السكان الذي يزيد على مليار، ما زال محدوداً مقارنة مع ما حققته جارتها الصين. وليس عامل التوصيل هذا سوى رقم واحد على قائمة انتظار الصعود، شأنهم في ذلك شأن كل من سقطوا سهواً من قوائم ملايين الهنود الذين انتشلهم النجاح الاقتصادي في السنوات الأخيرة فوق خط الفقر. الطريق طويلة وصعبة ولكن الأمل ألا يطول الانتظار. (رويترز).