ربما يكون هذا أقصى المتاح حالياً لـ"محمد غفار" (60 عاماً) في بلده أفغانستان. فقد اصطنع لنفسه محلاً على شكل خباء أسنده إلى حائط يطل على أحد الشوارع في العاصمة كابول، متوقياً ما أمكن من برد الشتاء القارس هناك، ثم جلس ليمارس مهنته كإسكافي، منتظراً قدوم الزبائن. لكن عدته المتواضعة، كما يبدو من الصورة، حيث لا يوجد في خيمته سوى زوجي أحذية، أحدهما يعود إليه، والآخر ربما تركه زبون بغية إصلاحه... كل ذلك لا يوحي بأن الخدمة التي يقدمها "غفار" تجد رواجاً كبيراً، على الأقل في المكان الذي اختاره محلاً لمزاولة مهنته. لكن "الحال من بعضه"، كما يُقال، والحال في أفغانستان لا يزال يغلب عليه انتشار الفقر والبطالة وتردي الوضع الاقتصادي العام. وإلى أن يعود الاستقرار الأمني والسياسي إلى البلاد، ويتحقق الحد الأدنى من الازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي فيها، سيتعين على "غفار" انتظار زبائن لا يأتي منهم في الغالب إلا أقل عدد متوقع! (أ.ب)