"لاجاراد"سيدة 2012...ونشاط إيراني في أميركا اللاتينية ما هي أمنيات الأميركيين في العام الجديد؟ وهل تنجح رئيسة صندوق النقد الدولي في حل أزمة أوروبا المالية؟ وكيف طورت طهران نفوذها في أميركا اللاتينية؟ ولماذا تتنامى صادرات الولايات المتحدة من الوقود؟... تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. قائمة أمنيات 2012 استهلت "لوس أنجلوس تايمز" العام الجديد بافتتاحية سردت خلالها أمنياتها في 2012. فتحت عنوان "قائمة التايمز لأمنيات 2012"، تمنت الصحيفة عاماً آخر تتراجع فيه معدلات الجريمة في مدينة لوس أنجلوس، وتمنت عاماً يحصل فيه الأميركيون على "آي باد" بقيمة 99 دولاراً فقط ، وألا يكون مرشحو الحزب "الجمهوري" على صلة بسياسات اقتصادية غير عادلة يستفيد منها فقط الأغنياء. وبالنسبة لولاية كاليفورنيا تأمل الصحيفة في أن تسترد جامعاتها مكانتها التي كان الأميركيون يحسدونها عليها لجهة نظامها التعليمي. وتمنت الصحيفة نهاية لنزيف الدماء في المكسيك، حيث لقي قرابة 45 ألف نسمة مصرعهم منذ عام 2006 الذي شن فيه الرئيس فيليب كالديرون حرباً على المخدرات، علماً بأن كارتيلات المخدرات تبيع سمومها والأميركيون يستهلكونها، ومن ثم يتعين على الولايات المتحدة والمكسيك البحث عن حل لهذه المشكلة. ومن بين الأمنيات أيضاً أن يعاود الاقتصاد الأميركي نموه، وأن يستعيد المستوى الذي كان عليه في منتصف تسعينيات القرن الماضي. وبالنسبة للكونجرس تمنت الصحيفة أن يمتنع عن الإدعاء بأن المهاجرين الذين يصل عددهم إلى 11 ملي نسمة والذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية ويعيشون داخل الولايات المتحدة سيغادرون البلاد، إذا تم التضييق عليهم وجعل حياتهم أكثر صعوبة، وينبغي على الكونجرس تمرير قانون لإصلاح نظام الهجرة. سيدة العام الجديد تحت عنوان "رئيسة صندوق النقد: سيدة عام 2012”، نشرت "كريستيان ساينس مونيتور" يوم الجمعة الماضي افتتاحية رأت خلالها أن أوروبا التي باتت غير قادرة على حل أزمة "اليورو" ، قد اتجهت صوب صندوق النقد الدولي، وهذا الأخير تترأسه شخصية أوروبية هي "كريستين لاجارد" التي تتمتع بقدرات غير عادية، ومن المأمول أن تنجح في حل أزمة الديون الأوروبية التي قد تعرقل نمو الاقتصاد العالمي. وحسب الصحيفة، فإن "لاجارد" عملت لسنوات طويلة في الولايات المتحدة، وها هي الآن تسعى من خلال نمط خاص في القيادة لحل مشكلات العالم الاقتصادية. وتتنبأ الصحيفة بأن أسلوب "لاجارد" القائم على البراجماتية والتواضع قد يسهم في إنقاذ أوروبا من أزمتها المالية. لاجارد التي ترأست منذ يوليو 2011 صندوق النقد الدولي الذي يضم 187 دولة، يتطلع إليها ساسة أوروبا كي تنجح في حل أزمة فشلت 17 دولة أوروبية في احتوائها. إلى الآن لا تزال "لاجارد" بعيدة عن الأضواء، فهي تفضل العمل في الكواليس، وتصغي للآراء المتنوعة، وتبحث عن أرضية مشتركة. لاجارد، أول سيدة تصل لرئاسة صندوق النقد الدولي، المؤسسة التي تعد المقرض والملاذ الأخير للاقتصادات المتعثرة، عملت فترة طويلة محامية في شيكاجو، وتتمتع بمهارات في الوساطة، ولديها قدرة على إيجاد الحلول، لكنها لا توفر ضمانة لنجاح هذه الحلول. الصحيفة تأمل في أن تكون "لاجارد" سيدة عام 2012 القادرة على حل أزمة الديون الأوروبية، بحيث لا تدمر هذه الأخيرة الاقتصاد العالمي. رئيسة صندوق النقد حذرت من "موقف خطير" يتعرض له الاقتصاد العالمي، بسبب سوء الإدارة في أوروبا. الصندوق ساعد اليونان وإيرلندا والبرتغال بما يزيد على 100 مليار دولار، كما قدم الصندوق نصائح لإيطاليا، خاصة وأن ديون هذه الأخيرة ضخمة لدرجة أن التوقف عن سدادها سيلحق الضرر بشركاء آخرين داخل منطقة "اليورو" كألمانيا مثلاً وتقول الصحيفة إن على الصندوق أن يكون مستعداً لاتخاذ خطوات، كجمع الأموال من بلدان أخرى وإقراض أوروبا، وأن يصبح جهة تفرض النظام والإصلاح في الشؤون المالية، علماً بأن هذا الدور تلعبه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن "لاجارد قد تكون أفضل شخص في التعامل مع أكبر المشكلات العالمية في 2012. نفوذ في أميركا اللاتينية في تقريره المنشور بـ"واشنطن بوست" يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "إيران تسعى لتوسيع نفوذها في أميركا اللاتينية"، أشار "جوبي واريك" إلى أن طهران تسعى لتوسيع نطاق علاقاتها مع أميركا اللاتينية، وذلك ضمن خطوات وصفها الخبراء الأميركيون والمحللون الإقليميون بأنها تأتي في إطار التخفيف من آثار العقوبات الاقتصادية على إيران، وفتح أسواق جديدة. وفي غمرة التوتر بين إيران والولايات المتحدة والقوى الأوروبية، بادر الرئيس الإيراني بزيارة أربع دول في أميركا الوسطى والجنوبية، فنزويلا والايكوادور وكوبا ونيكاراجوا... وتعهدت حكومته بزيادة نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري في الفناء الخلفي للولايات المتحدة. الزيارة أكدت عزم إيران على استثمار ملايين الدولارات في مشروعات التنمية الاقتصادية التي تتراوح ما بين مشروعات تعدين مشتركة مع الإكوادور إلى مصانع البتروكيماويات والأسلحة الصغيرة في فنزويلا. إيران وسعت بشكل ملحوظ بعثاتها الدبلوماسية في النصف الغربي من الكرة الأرضية، فعلاقاتها مع دول أميركا اللاتينية تحسنت منذعام 2005، أي بعد انتخاب أحمدي نجاد الذي جعل هذه المنطقة ضمن أولوياته الدبلوماسية، ومذاك افتتحت طهران ست بعثات دبلوماسية في كولومبيا ونيكاراجوا وشيلي والإكوادور. وفي إحدى القنوات التليفزيونية المملوكة للدولة الفنزويلية، أجرى الرئيس الإيراني مقابلة يوم 13 ديسمبر الماضي، امتدح خلالها العلاقات بين طهران وكاراكاس، وأثنى فيها على تقدم بلاده في التقنيات العسكرية بما فيها الطائرات من دون طيار. وقال خلالها: "لا أحد يجرؤ على مهاجمة إيران". وحسب التقرير، ثمة دول في أميركا اللاتينية مثل نيكاراجوا وبوليفيا لم تتلق سوى مبالغ صغيرة من بين ملايين الدولارات التي وعدت طهرات بمنحها خلال العقد الماضي، وضمن هذا الإطار فشلت طهران في الوفاء بوعدها الخاص بتمويل ميناء في نيكاراجوا برأسمال قدره 350 مليون دولار، ما قد يحبط الحلفاء المحتملين لطهران في أميركا اللاتينية. يشار أيضاً إلى أن أكبر شركة من شركات النفط في فنزويلا قد تعرضت العام الماضي لعقوبات أميركية بسبب علاقاتها بطهران، لذا يبدو أن إيران تسعى إلى تهدئة مخاوف بلدان أميركا اللاتينية من إبرام صفقات مع طهران. الوقود في الصدارة! لفت "براند بالمر" الانتباه في تقرير نشرته "واشنطن بوست" يوم السبت الماضي إلى أن الوقود يأتي على رأس صادرات الولايات المتحدة في 2011. وحسب التقرير، فإن أميركا تسير في اتجاه تصدير مزيد من الجازولين والديزل ووقود الطائرات، حيث قامت خلال العام المنصرم بتصدير الوقود أكثر من أي شيء آخر، كالطائرات والسيارات وأجهزة الاتصالات. السبب في ذلك يعود إلى المشتقات النفطية الناجمة عن عمليات تكرير الخام في المصافي، لكن هذه هي المرة الأولى منذ 21 عاماً التي يأتي فيها الوقود على رأس قائمة الصادرات الأميركية. وحسب "جريجور ماكدونالد" المحلل المتخصص في شؤون الطاقة، فإن السبب في ارتفاع صادرات أميركا من الوقود، يعود إلى تراجع الاستهلاك الأميركي للخام، وهو تراجع بدأ منذ عام 2006، ما يعني أن مصافي التكرير التي تم إنشاؤها خلال العقد الماضي تتجه الآن نحو تصدير إنتاجها. إعداد: طه حسيب