في مقاله الأخير على هذه الصفحات، تحدث الدكتور حسن حنفي عما سماه "عنف الثورة المضادة"، مشيراً إلى ما يعتبره محاولة من جانب القابضين على مقاليد الحكم في مصر حالياً للبقاء في كراسي السلطة. والحقيقة أن المقال بقدر ما يعكس بعض الهواجس والمخاوف المشروعة لدى الشباب الثوريين المرابطين في ميدان التحرير، فإنه لم يوصف الواقع توصيفاً مطابقاً لحقيقة ما هو عليه، فالمجلس العسكري الذي قرر الانحياز في لحظة حاسمة إلى جانب الثورة، وتعهد بحمايتها، لم يتراجع عن التزامه فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية. فعملية الانتقال الديمقراطي والسير بالبلاد نحو حكم مدني تعددي عصري، عملية تسير على ما يرام، وها هي الانتخابات شاهد على ذلك، رغم احتجاجات المحتجين ممن يطالبون بذهاب العسكر لكنهم لا يريدون الانتخابات! وفي ذلك مفارقة محيرة تدعو للحديث فعلاً عن "ثورة مضادة"، لكن ليس بالإشارة إلى العسكر بل إلى "الثوار" أنفسهم! سامي عليوة -القاهرة