هنا بمنطقة "إيكورودو" قرب مدينة لاغوس، العاصمة الاقتصادية الكبرى لنيجيريا، تقوم هذه السيدة بإعداد الطعام استعداداً لبيعه على قارعة الشارع لمن يرغب من المارة والمسافرين، وأيضاً للسكان القريبين القاطنين تحت السقوف الواطئة التي نراها هنا، وخاصة أن هذه الأنحاء تعتبر عادة مناطق ظل هشة تنمويّاً، ويعاني كثير من سكانها من الفقر المدقع وانعدام الأمان الغذائي. وطبعاً لا وجود هنا لنظم الصرف الصحي، كما لا توجد شروط الصحة العامة اللازم توافرها عادة في صناعة الطعام الموجه لاستهلاك العموم. ولئن كانت مياه الفيضانات الأخيرة قد غمرت حافة الشارع، وحولت المطبخ المرتجل إلى ما يشبه المستنقع الموحل الذي تسيج حوافه فوضى الأشياء وكثافة دغل الغطاء النباتي، إلا أن العائد من وراء هذا العمل يوفر مع ذلك للعاملة وأفراد أسرتها مصدر دخل، بقدرما يوفر لجيرانها وزبائنها مصدر غذاء. يذكر أن منظمات دولية عديدة حذرت مؤخراً من أن نسبة كبيرة من دول أفريقيا، جنوب الصحراء، لن تتمكن من تحقيق الحد المقبول من أهداف الألفية للتنمية خلال الأفق القريب المنظور، وهو ما يجعل مواجهة تحديات الاستعصاء التنموي الأفريقي مهمة دولية، وإلا فإن على أهداف الألفية ألف وداع وسلام. (ا. ب).