قرأت مقال "الربيع العربي يقتحم الجامعة العربية!"، لكاتبه محمد السماك، وقد سلط فيه بعض الضوء على التغيرات التي يشهدها الواقع في كثير من الدول العربية، وما أدت إليه من وقائع غير معهودة في سابق تاريخنا المعاصر، حتى أنها أصبحت من القوة بحيث لم يعد بالإمكان تجاهل تأثيرها على خرائط العمل الإقليمي العربي الرسمي. وباعتبار أن الجامعة هي الصيغة التنظيمية الرسمية الأعلى لذلك النظام، فقد أصبح من المتحتم عليها إعادة النظر في كثير من طرائق عملها السابقة، لاسيما آليات اتخاذ القرار، وحدود السيادة القطرية لأعضائها في حالات معينة، ومجالات التداخل بين العربي والأممي... إلى غير ذلك مما بدا بالفعل أن الجامعة بدأت تدخل بعض التغييرات في نظرتها إليه وتعاملها معه. ولنا أن ننظر في طريقة تعاطي الجامعة حالياً مع الموضوع السوري، وقبله مع الموضوع الليبي، وكيف قررت تجميد عضوية النظام الليبي السابق، وطلبت تدخلاً دولياً لحماية المدنيين الليبيين، كما تابعنا في الآونة الأخيرة قراراتها تجاه النظام السوري أيضاً، وكيف أنذرته وأعطته مهلة نهائية لا تزيد عن اليوم الواحد أو اليومين... فيما يعد تغيراً نوعياً لا سابق له في تاريخ الجامعة والنظام الإقليمي العربي. عامر كيلاني - فلسطين