قرأتُ مقال د. إبراهيم البحراوي: "استراتيجية إسرائيل النيوليبرالية"، وأرى أن الدعوات التي ترفعها بعض القوى الرأسمالية في الغرب مدعية أن الليبرالية المتوحشة ينبغي أن تصبح معياراً للأداء الاقتصادي الناجح، مطالبة في سبيل ذلك بتخلي الدول عن إحدى أرسخ مهماتها التاريخية ألا وهي تقديم الخدمات لمواطنيها، ومساعدتهم على مجابهة التحديات المعيشية بمختلف أشكالها، كل تلك الدعاوى والدعوات ما هي إلا تعبير عن عمق الأزمة التي يعاني منها النظام الرأسمالي في واحد من أشد أطواره تأزماً وتغولاً. وفي مقابل ذلك هنالك الليبرالية الإنسانية المطبقة في الدول الإسكندنافية، وفي بعض الدول النامية الناجحة أيضاً، وهي القائمة على حرية السوق مع استمرار التزام الدول تجاه مواطنيها وخاصة في فترات الأزمات والمشاكل الاقتصادية الكبيرة. محمد عبد الحميد - عمان