يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان "الربيع العربي: سيادة الدول أم حماية الإنسان؟"، قرأت مقال د. السيد ولد أباه، وفي معرض تعقيبي عليه أقول:إن الولايات المتحدة والغرب اتبعا مفاهيم للتدخل تتماشى مع كل مرحلة، فمع انهيار الاتحاد السوفييتي وانعدام التمويل للثوار "اليساريين" في العالم أخذت المنظمات الثورية "اليسارية" تعتمد على تجارة المخدرات، فأصبح الشعار الأميركي محاربة تجارة المخدرات، ومع وقوع عمليات التفجير ضد "المارينز" في لبنان وما تبعها من عمليات استهدفت المراكز الأميركية والإسرائيلية، بدأ رفع شعار الحرب ضد الإرهاب وازداد حدة بعد الاعتداء على البرجين التوأم وأضيف إليه مبدأ الحرب الاستباقية وتم استخدامه لتبرير غزو أفغانستان وكجزء لتبرير غزو العراق، ولكن ونتيجة تراجع الذرائع وتراجع التأييد لمواصلة احتلال العراق وأفغانستان، تم اللجوء إلى مفهوم "مسؤولية الحماية" وجرى فرضه في الأمم المتحدة بفضل وجود "بان كي مون"، وأعطي المفهوم معنى فضفاضاً حتى يتم استخدامه في كل حالة وفق مشيئة الولايات المتحدة، فاستخدم للدفاع عن الديموقراطية، واستخدم للدفاع عن حقوق الإنسان، وقد يستخدم للدفاع عن حقوق المرأة، أو ضد الجوع أو أي شيء يخطر ببال واضعه، وقد استخدم في ليبيا، وتجري محاولة استخدامه في سوريا غير أن الفارق هذه المرة هو أن الولايات المتحدة وأوروبا لم يعدان القوة الوحيدة المستأثرة بالعالم، بل استعادت روسيا دورها وأخذت الصين تفرض نفسها، وانضمت إليهما البرازيل، وما استخدام روسيا لحق "الفيتو" إلا إشارة بأنها عادت .. ولهذا فإن سوريا قد تكون بداية مرحلة جديدة في العالم بفارق أن الطرف الضعيف اقتصادياً هذه المرة ليس الاتحاد السوفييتي المنهار، ولا الكتلة الشيوعية المنحلة، بل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. محمد علي البكري