رغم ألوان الطبيعة الزاهية في هذا المكان قرب قرية "جودار فاري" بضاحية العاصمة النيبالية كاتماندو، فإن شبح الشتاء الزاحف قد بدأ يرسل إشاراته الأولى ويخيم بأجوائه في الأفق من وراء الخضرة وألوان الورد! أما التناقض في عناصر المشهد فربما لن يجد مرآة عاكسة أفضل مما في نفسية هذه الفلاحة النيبالية التي لا تكاد ملامح وجهها تبين، وهي مقبلة تزرع الأرض وتطوي الطريق نحو بيتها، وقد حملت على ظهرها حزمة كبيرة من الحشائش التي تستخدم علفاً للماشية. وللزراعة في مثل هذه الضواحي شقان متكاملان، المزرعة بما تنبته أرضها من ثمرات، والمواشي التي يربيها القرويون في بيوتهم وتعتاش على جانب من مخرجات المزرعة. هذا وتمثل الزراعة عامة (الرعي والفلاحة) العمود الفقري لحياة السكان في نيبال، فهي تساهم بحوالي 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، كما يعمل بها نحو 38 في المئة من قوة العمل النشطة، وتمثل 80 من القيمة الإجمالية للصادرات. وفي الزراعة حياة للقرويين النيبال، ولنساء الريف النيباليات على الخصوص هوى زراعي عارم لا تطفئ جذوته غيوم الشتاء وطلائع أنوائه في الأفق. (ا ف ب)