أعتقد أن الدكتور عبدالله خليفة الشايجي كان محقاً في مقاله الأخير حين تحدث عن "ضبابية المشهد الإقليمي"، لاسيما وقد دخلت عليه حالة من اللغط والعيش على الهاوية، ربما لا يجد لها المرء مسوغاً، بل تبدو في نظر الكثيرين محبطة ومنهكة. وبقدر ما يعود السبب وراء هذه الضبابية إلى الخلط الذي أحدثه الربيع العربي، وما تبعه من ارتباك في المشهد الإقليمي والعالمي عموماً، فإن ثمة عاملاً آخر لا يقل أهمية، ألا وهو العجز، عجز النخبة الفكرية والسياسية عن إيجاد رؤى وخرائط عمل للتعاطي مع الواقع وإدارة أزماته المستحكمة، واقتراح تسويات لحل تناقضاته الكثيرة. وإذا كانت بعض الدول العربية المؤثرة قد بدأت تتحرك على طريق لا تعلم إلى أين سيفضي بها، فإن الضبابية تصل مبلغها الأقصى، وتصيّر ذا اللب حائراً غير مدرك لحقيقة ما يجري أمام ناظريه. جارالله محمد -المغرب