تفاقم خطر اليمين الإسرائيلي... وتجديد التحالف الأميركي- الأسترالي تحذيرات لإسرائيل من سياسات حكومة نتنياهو وحلفائه العنصرية، وتنحي برلسكوني عن السلطة في إيطاليا، وتأكيد أميركي على استمرار الاهتمام بمنطقة آسيا والمحيط الهادي... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. إسرائيل: الخطر الداخلي هل باتت "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، مثلما يحب الإسرائيليون أن يصفوا أنفسهم، في خطر؟ بهذا السؤال استهلت صحيفة "لوتان" السويسرية افتتاحيتها، اعتبرت فيها أنه إذا كان المقصود هو التهديد الخارجي، فإنه تحصيل حاصل بالنسبة لأغلبية من الإسرائيليين. ولكن الصحيفة تعتبر أن الخطر الحقيقي الذي يواجه إسرائيل هذه الأيام داخلي في الأساس، مضيفة أن هذا "العدو الداخلي" ليس طابوراً خامساً، وإنما هو طبقة سياسية إسرائيلية تتمادى في تسلطها وغيها وفرض إرادتها على بلادها. وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة، إن النظام الإسرائيلي يقوم منذ أكثر من عامين، بإيعاز من حكومة نتنياهو المرتبطة بالمتطرف أفيجدور ليبرمان وبالمتشددين الدينيين، بتمرير حزمة قوانين عنصرية وبدعم مبادرات ذات طابع عنصري، تحول هذا النظام شيئاً فشيئاً إلى "دولة قاتلة للحريات". فالأقلية العربية في البلاد تعتبر بلاشك منذ وقت طويل مجموعة من المواطنين من الدرجة الثانية، ولكن المضايقة وسياسات التمييز بين اليهود وغير اليهود بلغت اليوم حدّاً لا يطاق، حيث أحصت المنظمات غير الحكومية مؤخراً ما لا يقل عن 30 قانوناً يميز بشكل مباشر أو غير مباشر ضد العرب، هذا في وقت يتسبب فيه النقاش الحالي داخل الطبقة السياسية الإسرائيلية حول مفهوم "يهودية الدولة" في تسميم الأجواء والطعن على نحو متزايد في مصداقية صفة "الديمقراطية" التي يزعم الإسرائيليون اتصاف كيانهم بها. وداعاً برلسكوني صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أفردت افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على تنحي برلسكوني عن السلطة في إيطاليا الأسبوع الماضي في ما اعتبرته "سقوطاً طويلاً للرجل الذي كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه منقذ إيطاليا، وقوة جديدة كان يفترض أن تعيد الحياة والحيوية إلى بلد على شفا الهاوية". وعلى رغم كل المشاكل والفضائح الشخصية للرجل الذي طبع الحياة السياسية الإيطالية على امتداد 17 عاماً، إلا أن مشاكل البلاد هي التي أسقطته في النهاية، تقول الصحيفة: فبينما كانت اليونان تترنح على شفا الإفلاس، عمدت الأسواق إلى فحص ديون الدول الأخرى فوجدت أن أحوال إيطاليا لا تبعث على الثقة والاطمئنان. ذلك أن اقتصادها من المتوقع أن ينمو بـ0,6 في المئة هذا العام، وبـ0?3 في المئة في 2012. وهذا غير كافٍ لخدمة ديون إيطاليا البالغة 2?6 تريليون دولار، أي ما يعادل 120 في المئة من كل اقتصادها، علماً بأن أكثر من 410 مليارات دولار، أي أكثر من كل ديون اليونان، يحل موعد استحقاقها العام القادم. وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن إعلان عجز اليونان عن تسديد دينها كان سيلحق ضرراً بالغاً لمنطقة "اليورو" ولأحلام أوروبا موحدة، ولكن إيطاليا هي ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد، وأي أزمة في اقتصادها من شأنها أن تنعكس بشكل كارثي على الاتحاد. هذا وقد استقال برلسكوني من منصبه بعد أن مرر البرلمان في الثاني عشر من نوفمبر الجاري حزمة إصلاحات طالب بها الاتحاد الأوروبي، واختير المفوض الأوروبي السابق ماريو مونتي لقيادة الحكومة المقبلة، وهو اقتصادي يحظى بالتقدير والاحترام ومحايد سياسيّاً، وسيقود حكومة من التكنوقراط يؤمل أن تنجح في انتشال البلاد من الأزمة وقيادتها إلى بر الأمان. تحالف أميركا وأستراليا ضمن عددها أمس الخميس، سلطت صحيفة "ذا أستراليان" الضوء على الزيارة "المهمة" التي أداها أوباما إلى أستراليا هذا الأسبوع، وشكلت مناسبة لتوطيد علاقات التحالف الذي يجمع بين البلدين منذ الحرب العالمية الثانية. وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة إن أوباما اختار على نحو حكيم اغتنام هذه الزيارة وقمة شرق آسيا بعدها لإبراز استمرار الاهتمام الأميركي بمنطقة آسيا- المحيط الهادي، معتبرة أن زيارة الرئيس الأميركي تبعث برسالة واضحة إلى أستراليا وبقية العالم مفادها، أن الولايات المتحدة ليست على وشك التخلي عن هيمنتها الآسيوية. وحسب الصحيفة، فإنه منذ الحرب العالمية الثانية، "عندما قام الأميركيون وإلى جانبهم الأستراليون بتحرير آسيا والمحيط الهادي"، ظل البلدان "القوة الاستراتيجية الضامنة للاستقرار في المنطقة" وصاحبي النفوذ الاقتصادي الرئيسي فيها. وهو وضع استفادت منه كثيراً أستراليا وبلدان آسيوية عديدة، منها الصين. وترى الصحيفة أنه على رغم التمدد الدبلوماسي والعسكري للصين، إلا أن الهيمنة الأميركية تظل عماد الأمن في المنطقة، وذلك لعدة اعتبارات، منها أن أميركا تضمن أمن كوريا الجنوبية واليابان، وتهدئ التوتر عبر مضيق تايوان، وتحرص على أن تظل الطرق المائية مفتوحة، وتدعم عمليات محاربة الإرهاب في بلدان مثل إندونيسيا. وعندما تضرب كوارث طبيعية المنطقة، مثل مد تسونامي المدمر لعام 2004، فإن بلدان المنطقة تنظر بشكل أوتوماتيكي إلى واشنطن، وليس بكين، من أجل المساعدة، كما تقول. الديمقراطية والأسواق صحيفة "لوسوار" البلجيكية سعت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء إلى تفنيد ما ينسب إلى الأسواق من اتهامات هذه الأيام بشأن المسؤولية عن أزمة الديون السيادية التي تتخبط فيها منطقة "اليورو"، إذ كثيراً ما يقال إن الأسواق هي التي باتت تفرض قوانينها على الدول وعلى الشعوب وعلى القادة السياسيين، بل وتُتهم بالذهاب إلى حد فرض ترشيح "تكنوقراطيين"؛ وقد أصبح هذا الرأي متداولًا على نطاق واسع هذه الأيام وبات النقاش حول "السوق مقابل الديمقراطية" حديث الساعة. الصحيفة ترى أن الأسواق المالية ارتكبت أخطاء كثيرة بالفعل، وأنها تؤثر في الأزمة الحالية من حيث إنها لم تعد تريد إقراض المال لمقترضين مثقلين بالديون أو باتت مصداقيتهم موضع شك، حيث تشير الأسواق بذلك إلى الواقع المحزن للاقتراض المفرط لبعض الدول. ولكن الصحيفة تتساءل هل الأسواق هي التي فرضت على الحكومات الإفراط في الاقتراض، وعدم التخطيط لتمويل جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية؟ وهل الأسواق هي التي تقوم بانتخاب البرلمانات والحكومات؟ وهل الأسواق هي التي صوتت لقوانين تحرر الأسواق من أية قيود؟ وفي ما بدا محاولة لتبرئة الأسواق وتحميل السياسيين المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في أوروبا، تقول الصحيفة، إن الأسواق ليست هي التي اجتمعت من قمة إلى أخرى من أجل اتخاذ "تدابير قليلة وسيئة ومتأخرة" من أجل احتواء العدوى وتجنب انتشارها. إعداد: محمد وقيف