أعجبتني شخصية جون هنتسمان، المتسابق على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2012، والذي لخص هنا جيفري كمب بعض أفكاره حول السياسة الخارجية، وذلك في مقاله الأخير على هذه الصفحات. وقد لفتت انتباهي فكرته القائلة بأنه لا يمكن لأميركا إثبات قوتها خارجياً بينما تعاني الضعف في الداخل... وبأنه عليها إعادة ترتيب أوراقها في المجال الداخلي لاستعادة وضعها الدولي كقوة عظمى. وكما نعلم فإن الولايات المتحدة خاضت خلال العقد المنصرم حروباً كلّفتها وأرهقتها مالياً، ولم يكن مصادفة أن تنطلق شرارة الأزمة المالية العالمية من وول ستريت في واشنطن، حيث أخفقت إلى الآن كل التدخلات المالية الداعمة، والتي حارب أوباما لإقرارها في الكونجرس، وحيث يتواصل إفلاس البنوك والمصارف الأميركية. وفي هذا ما يعيد إلى الأذهان تلك المعادلة التي صاغها قبل أعوام من الآن المؤرخ والمفكر الاستراتيجي الأميركي بول كيندي حول الأعباء الاقتصادية للتدخلات الخارجية حين تصبح سبباً لإضعاف الإمبراطوريات وربما إطاحتها. إنه الضعف الاقتصادي الذي يحذر منه هنتسمان اليوم ويدعو للعمل على تجاوزه كي تستعيد أميركا مكانتها الدولية. سيد العمري -الدار البيضاء