قرأت مقال "مسيحيو الشرق في مواجهة التحديات"، لكاتبه محمد السماك، وإني لأتفق معه في تشخيص الواقع كما تعانيه الأقليات المسيحية في البلاد العربية، وما يقع عليها من ظلم مزدوج، سواء على أيدي النظم الاستبدادية، أو من جانب الحركات الدينية الأصولية المتطرفة. كما أتفق مع الكاتب في أن الحل الشافي لداء الاضطهاد الديني يمكن في قيام دولة القانون والعدالة التي ترسخ مبدأ المواطنة المتساوية، أي التكافؤ في الحقوق والواجبات، كمبدأ عام وشامل وراسخ لا محيد عنه للدولة الوطنية في التعاطي مع مواطنيها، بصرف النظر عن انتماءاتهم الطائفية، الدينية أو المذهبية أو العرقية. لكن حسب وجهة نظري أيضاً أنه لدى تناول موضوع كهذا حريٌ بنا دائماً أن نذْكر الجانبَ الآخرَ من الحقيقة، وهو أن الأغلبية السكانية في كثير من هذه الدول عانت وتعاني هي الأخرى تماماً كما تعاني الأقلية، وأن محاربة التطرف الأصولي ونبذ الاستبداد السياسي، مطلب للجميع، ولا سبيل لترسيخ المواطنة المتساوية إلا في ظل دولة القانون التي ينشدها الكل في العالم العربي، أقلية وأغلبية، دون استثناء. نبيل محمد -قطر