أتفق مع معظم ما جاء في مقال د. عمار علي حسن: "زمن الثورات... والعمل العربي المشترك"، وذلك لقناعتي بأن واقع التحول الذي تعرفه بعض البلدان العربية ضمن ما بات الآن يسمى إعلاميّاً الربيع العربي من شأنه أن يتيح فرصاً وإمكانيات تحرك جديدة للعمل العربي المشترك، وليس أبداً بالضرورة أن يكون سبباً في عرقلته أو حائلاً دون تطويره. وفي هذا السياق يحسب للجامعة العربية استعادتها لنوع من الحيوية والفاعلية في التحرك وقد صادفها التوفيق إلى حد بعيد في تعاملها مع الحالة الليبية، وإن كان تعاملها مع بقية الحالات العربية الأخرى ما زال في حاجة إلى تطوير وتفعيل، بشكل واضح. وفي رأيي الشخصي أن على العرب تجديد مهام الجامعة وأدوارها بحيث تتحول من إطار إقليمي شبه مشلول إلى منظمة فاعلة وقوية مثل بقية المنظمات الإقليمية الأخرى كالاتحادين الإفريقي والأوروبي، ولن يتحقق ذلك طبعاً دون إعطائها هوامش من القدرة على التصرف تجاه الدول الأعضاء في حالة عدم التزامها بالقرارات المتخذة عربيّاً. وضمن هوامش التصرف هذه يمكن فرض عقوبات اقتصادية أو سياسية أو حتى تجميد عضوية الدولة المخالفة للإجماع العربي، تماماً مثلما هو سائد في الاتحادين الإفريقي والأوروبي. بسام ناصر - الدوحة