بعد ساعاتٍ طوالٍ من الكد والجهد والعمل المضني اللامتناهي أخلدت هذه العاملة للنوم وسط كثيب هائل من القناني البلاستيكية التي تمكن مركز إعادة التدوير من جمعها وشرائها. نحن في منطقة "جياكسينغ" بإقليم "سينكيانغ" الصيني، حيث ما زالت شرائح محسوسة من السكان تعمل في القطاعات غير المصنفة، والأنشطة الهامشية، واقتصاد الظل، لتأمين قوت اليوم، بشق الأنفس. يذكر أن بعض مراقبي قصة الصعود الاقتصادي الصيني الباهر يعتبرون أن على بلاد التنين بذل جهود استثنائية إضافية لانتشال شرائح السكان الأقل دخلاً من براثن الفقر والفاقة، وخاصة أن الصين تمكنت خلال العقود الأخيرة من انتشال مئات الملايين من خانة الفقر، مكونة بذلك طبقة وسطى كبيرة، ظلت تزداد اتساعاً باستمرار. هذا إضافة إلى ضرورة ردم الفجوة الكبيرة بين المدن المزدهرة خاصة في مناطق الساحل، وبين الريف الصيني العظيم، بما يعشش في بعض أنحائه من فقر مدقع وانعدام فرص ومحدودية بنى تحتية. ولو تمكنت الصين من تحقيق تنمية متوازية من هذا القبيل فسيتحقق الحلم الكبير الذي يراود صانع القرار الصيني بالتحول إلى قوة عظمى بكل المقاييس. (رويترز).