قرأت مقال د. أحمد يوسف أحمد: "اليمن وسوريا... وسؤال التسوية؟"، وضمن هذا التعقيب الموجز سأكتفي بالإشارة إلى أن مشكلة التسوية المتعسرة في هذين البلدين العربيين اللذين تطاولت أزمتاهما الآن لعدة أشهر ربما تكمن في فقدان وغياب الفاعلية عن الدور العربي ممثلاً في الجامعة العربية هذا طبعاً إضافة إلى عدم وجود رغبة حقيقية من قبل بعض الأطراف المتصارعة في التوافق على حلول تستجيب للحد المقبول من مطالب كل منها. وفي حالة اليمن مثلاً كانت الجامعة تستطيع إبداء قدر أكبر من الدعم للمبادرة الخليجية باعتبارها طوق أمان لجميع أطراف الأزمة اليمنية، وإن لم تتم الاستجابة الكاملة لتلك المبادرة كانت تستطيع أيضاً التلويح بتجميد العضوية واتخاذ تدابير عقابية صارمة بحق الطرف الذي يعرقل التسوية. ولكن مشكلة "بيت العرب" في نظري أنه لم يتعود اتخاذ مواقف حازمة وقوية في اللحظات الحرجة، ولذا يمكن القول إن الثورات العربية الراهنة فاجأت الجامعة أيضاً تماماً مثلما فاجأت بعض النظم العربية. محمود يوسف - عمان