قسم د. خالص جلبي في مقاله "بين العلم والدين والفلسفة" الهيكل العام للمجتمعات إلى طغاة ورجال دين ومستبدين بعد أن قسمهم إلى متدينين منحسرين ورجال فلسفة يضحكون وأهل مختبرات علمية، حيث قال إن الدين بوصلة أخلاقية لا يمكن العيش بدونها والمؤسسة الدينية ماكينة اخترعها رجال الدين بأسماء شتى لتأييد الطغيان. نعم إن بعض المؤسسات الدينية لم تلعب الدور المنوط بها، وانحصر عملها في التملق للنظام وعمل كل ما يرضيه فقط والافتاء بفتاوى تناسب هذه الأنظمة وتسخير طاقاتهم من أجل ذلك "اذهب إلى فرعون أنه طغى" نعم. أما العلم، فلا يوجد اختلاف عليه لأنه يهدف إلى الوصول إلى النتائج مع اختلاف الطريقة، فهو من النظرية إلى العلمية، فالهدف واحد مهما اختلفت الطرق الذي تؤدي إلى تلك النتائج. أما الطغاة، فلا يوجد اختلاف في أسلوبهم القمعي الشرس الهمجي ضد شعوبهم الثائرة على ظلمهم والعمل على التفرقة فيما بينهم وخدمة الدين لمصالح الطغاة بإثارة الفتن والطائفية بين شعوبهم. أما النظرية المثالية القديمة للوصول إلى المطلق، فلم تعد في قاموس هؤلاء الطغاة نعم إنها البوصلة الذي تخلى عنها أيضاً رجال الدين بما فيها من أخلاقيات ملازمة لكل الأديان لأن مصدرها واحد وأسلوب الطغاة واحد، ألا وهو القمع للمحافظة على الكرسي، لأنها تخدم مصالحهم فقط دون اعتبار للهدف الرئيسي الذي أنشئت من أجله. هاني سعيد- أبوظبي