بعد أن عشنا يومين من أيام الله، لكل منا أن يتساءل الآن عن حصيلة عمله خلال عام كامل، وما إذا كان عملاً مفيداً يحقق صالح الإنسان عامة ويعزز أواصر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع، لاسيما أن المعنى في وقفة عرفات وعيد الأضحى لا يقتصر على البعد الديني أو الروحي فحسب، بل يشمل بعداً اجتماعياً يتعين على الوعاظ وخطباء المنابر أن يتنبهوا إليه دائماً ويحضوا على تأكيده في الممارسة اليومية للأشخاص. فيوم النفرة إلى جبل عرفات، والذي تتجه فيه قلوب الملايين من المسلمين، حتى ولو لم يكونوا حجاجاً، إلى ذلك الجبل الذي يحظى بكثير من القدسية، ويعد رب العالمين بالاستجابة لدعاء الواقفين في صعيده، ولمناجاة الداعين والسائلين في يومه. وبالدعاء العام النافع، وإعادة ربط الصلة بين الأفراد والأسر وكافة مكونات المجتمع، عبر تبادل السلام والزيارات والهدايا، نحول مناسبة روحية عظيمة مثل الحج وعيد الأضحى، إلى مناسبة لتقوية الجبهة الداخلية في كل مجتمع مسلم، في إطار المعركة الأولى والأهم لمجتمعاتنا الآن، ألا وهي معركة التنمية والنهوض بالأحوال المعيشية والاقتصادية لهذه المجتمعات. سامي لبيب -القاهرة