في مقاله "الربيع العربي... والحالة الخليجية"، أبرز الدكتور أحمد عبدالملك خصوصية الدول الخليجية، وما يجعل أوضاعها مختلفة بشكل كلي عن أوضاع الدول التي عرفت ثورات شعبية منذ نهاية العام الماضي، حيث عانت الشعوب في تلك الدول من دكتاتوريات حكمت بأساليب القبضة الحديدية، وتحولت إلى أنظمة حكم بوليسية تمنع الرأي الآخر وتحاصر المعلومة... ، علاوة على ما لجأت إليه من إمعان في هندسة الفساد (شراء الأقلام والأزلام وتكريس الزبونية السياسية) وتحويله إلى أحد مرتكزات وجودها، قبل أن تتحول هي ذاتها إلى جمهوريات وراثية ستالينية. وبالطبع فإنه لا شيء من ذلك في دول الخليج العربية، حيث انصرفت الجهود والموارد لخدمة الإنسان، وتوفير كل السبل لراحته وإسعاده وتمكينه من المشاركة في المشاريع الكبرى للنهوض والتطوير. لذلك لا غرو إن كانت الدول الخليجية، بما يطبع أوضاعها من يسر وانفتاح وتفاؤل، سنداً لبعض الثورات العربية حين ضاق الخناق على أهلها واشتد بهم كرب الاستبداد. سالم عوض -الدوحة