قرأت مقال "اليورو ومعضلة الوقت"، لكاتبه تيموثي جارتون آش، وقد أعجبني تشخيصه لأزمة الديون السيادية التي تضرب اقتصادات دول منطقة اليورو، وتهدد بدفع بعضها لإعلان إفلاسه، كما هو حال اليونان مثلاً، بينما تواجه دول أخرى أزمات أقل حدة، لكنها تنذر بمزيد من التفاقم والاشتداد خلال الأشهر القادمة. لقد أصبحت الأزمة محسوسة بشكل مرئي ومباشر في دول مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وفرنسا... وذلك من خلال إعلانات الإفلاس في صفوف الشركات والبنوك، وما يترتب على ذلك من موجات تسريح جماعي للموظفين والعمال الذين تنضم جيوشهم يومياً إلى شارع العاطلين عن العمل. والمعضلة أنه كلما زاد عدد العاطلين اتسعت رقعة الاحتجاجات التي تضطر الحكومات إلى التراجع عن سياسات التقشف والحد من النفقات، ما يؤدي إلى مزيد من الاستدانة من ثم تعمق العجز في الميزانية، وهذا بدوره يشكل ضغطاً على سوق العمل ومن ثم يدفع إلى مزيد من التسريحات، لتتفاقم الاحتجاجات ويزداد الوضع تعقيداً. إنها الحلقة المفرغة أو معضلة اليورو التي لا يبدو لها مخرج في الأفق المنظور على الأقل. جمال حمود -الشارقة