شهد قطاع السياحة في أبوظبي ما يشبه الطفرة خلال السنوات القليلة الماضية، فبعد أن وصل عدد السيّاح الوافدين إلى الإمارة نحو 1.5 مليون سائح في عام 2009، وفقاً لبيانات مؤسسة "أكسفورد بيزنس جروب"، فقد تمكّنت الإمارة من اجتذاب ما يقدّر بنحو 1.74 مليون سائح خلال العام التالي. واستمراراً لهذه الزيادة المطّردة في حجم السياحة في الإمارة، فقد شهدت فترة الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري زيادة تقدّر بنحو 14 في المئة مقارنة بعدد السيّاح الوافدين إلى الإمارة خلال الفترة نفسها من عام 2010. ومن المتوقع وفقاً لهذا المعدّل أن تتمكّن الإمارة من تحقيق هدفها المنشود ببلوغ عدد السيّاح الوافدين إليها نحو مليوني سائح في نهاية العام، وفقاً لبيانات "هيئة أبوظبي للسياحة". ويرتبط هذا التطوّر الإيجابي في عدد السيّاح الوافدين إلى أبوظبي بزيادة موازية في معدّلات استغلال المرافق السياحية في الإمارة. وعموماً فقد ارتفعت نسب الإشغال في فنادق أبوظبي بنحو 9 في المئة منذ بداية العام الجاري، كما ارتفع متوسط فترة إقامة السائح في الإمارة بنسبة تصل 10 في المئة خلال الفترة نفسها. وهذه الزيادات، سواء في نسبة الإشغال أو متوسط فترة الإقامة، حدثت رغم أن الإمارة شهدت زيادة في عدد الغرف الفندقية بنحو 11 في المئة العام الجاري مقارنة بعدد الغرف في العام المنصرم. وتعطي هذه المؤشرات انطباعاً إيجابياً بشأن أداء قطاع السياحة في إمارة أبوظبي، وتدلّل على أن القطاع ماضٍ دون توقف على طريق النمو والازدهار من عام إلى آخر، ليقترب شيئاً فشيئاً من تحقيق أهداف الأجندة السياحية الطموح التي تتبنّاها الإمارة، والتي تستهدف جعل قطاعها السياحي واحداً من القطاعات الاقتصادية القائدة، ومصدراً لتنويع الدخل القومي وأحد المحاور الأساسية لإدراك أهداف التنمية المستدامة في الإمارة بوجه عام، تطبيقاً لـ"الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030". وقد جاء الأداء الإيجابي لقطاع السياحة في أبوظبي على مدار الأعوام الماضية نتاجاً مباشراً للجهود التي بذلتها الإمارة في مجال تطوير البنية التحتية للقطاع، إلى جانب الطفرة التي شهدتها مرافق هذا القطاع من فنادق ومتاحف ومتنزهات وأندية، والسعي الدؤوب نحو الوصول إلى مستويات الاستغلال الأمثل للموارد والفرص السياحية التي تمتلكها، بداية من السياحة الطبيعية، كسياحة الشواطئ وسياحة السفاري وسياحة المحميّات الطبيعية، مروراً بالسياحة التاريخية والثقافية للاستفادة مما تمتلكه الإمارة من مقوّمات سياحية متميّزة وثريّة. ولا تتوقف جهود الإمارة عند هذا الحدّ، بل تعمل باستمرار على ابتكار وسائل الجذب السياحي عبر توفير فرص سياحية جديدة على أراضيها كسياحة التسوّق وسياحة المؤتمرات والأعمال، بخلاف توسعة البدائل السياحية التي تتوافر لديها، والدخول في مجالات سياحية جديدة أثبتت الإمارة تميّزاً فيها، كسياحة الفعاليات الدولية الكبرى بخاصة الفعاليات الرياضية، فقد تميّزت الإمارة بشكل لافت للنظر في تنظيم كأس العالم لأندية كرة القدم خلال العامين الماضيين، كما أنها أصبحت واحدة من البلدان المتميّزة في تنظيم سباقات "الفورمولا-1" واستضافتها، وذلك باستضافتها المرحلة الأخيرة من هذه السباقات خلال شهر نوفمبر من كل عام. وفي ظل هذه الجهود يتوقع أن يزداد إسهام قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لأبوظبي إلى ما يتراوح بين 8 و10 في المئة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة خلال السنوات المقبلة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.