قرأت مقال: "ثقافة التبرع ودعم القضايا العامة" الذي كتبه هنا د. أسعد عبدالرحمن، وأرى أن هذه القضية تحتاج هي أيضاً إلى نوع من الاشتغال التربوي والثقافي العربي لترسيخ قيم العطاء وثقافة الالتزام لدى قطاعات واسعة من الفاعليات الاقتصادية والمالية في المجتمعات العربية، وخاصة في القطاع الخاص، وذلك لأن كثيراً من رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين ذوي الثروات الكبيرة ما زالوا يحتاجون إلى شيء من التوعية لكي يرتفع عندهم مستوى الحساسية تجاه الالتزام والمسؤولية الاجتماعية التي يتعين عليهم الوفاء بها خدمة لشعوبهم. ولعل من حسن حظ المجتمعات الغربية أن هذا الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية وبضرورة الالتزام تجاه قضايا الشأن العام مرتفع عموماً لدى رجال الأعمال والقطاع الخاص بصفة عامة في تلك المجتمعات، ولعل خير مثال على ذلك مبادرات رجال أعمال مثل "بيل جيتس" و"وارن بافيت" وغيرهما، ممن حولوا العمل الإنساني إلى ركن أساسي في أنشطتهم الاقتصادية. ولكن من حسن الحظ أيضاً أن ثقافتنا العربية الإسلامية التي تدعو لتوخي عمل الخير وحسن التصرف في المال وزكاته من شأنها هي أيضاً دفع القطاع الخاص في مجتمعاتنا إلى المزيد من الالتزام في هذا المجال، وبشكل ربما يفوق المجتمعات الغربية. يوسف عبد الحميد - عمان