Middle East Policy الربيع العربي والنموذج التركي ---------- اشتمل العدد الأخير من دورية Middle East Policy التي تصدر كل ثلاثة شهور عن "مجلس سياسات الشرق الأوسط" ومقره واشنطن، على طائفة من الموضوعات المهمة. فتحت عنوان "الربيع العربي: الولايات المتحدة والترويج للديمقراطية في مصر"، كتب كل من "إيرين آيه شنايدر" و"ديفيد أم.فارس" مقالاً بدآه بالقول إن الثورة المصرية حدثت بشكل فاجأ الصحافيين، وصناع السياسة، والمفكرين السياسيين الذين اختلفوا في تفسير سبب اندلاعها، حيث اعتبر بعضهم أنها حدثت تأثراً بالانتفاضة التونسية التي أطاحت بحكم بن علي، وأن القرب الزمني بين الثورتين يعطي مصداقية لـنظرية "موجات التحول الديمقراطي"، وأن مصر كانت جزءاً من هذه الموجة. بيد أن الكاتبين يريان أنه وإن كان هناك نوع من التأثر بالنموذج التونسي الذي شكل إلهاماً للمصريين، فإن الثورة المصرية كانت لها أسباب أكثر عمقاً، منها: ظهور "الناشطين التقنيين" الذين يمارسون النقد السياسي من خلال استخدام الوسائل التقنية المتطورة ومواقع التواصل الاجتماعي اعتباراً من عام 2004، ونشاط حركات المعارضة التي غرست ثقافة الاحتجاج السلمي مثل "كفاية" و"6 إبريل"، والحرية النسبية التي حظي بها الصحفيون ومكنتهم من توجيه انتقادات لاذعة للنظام، وكذلك نشاط أحزاب المعارضة، وكذلك تأثير الجهود المستمرة التي بذلتها الولايات المتحدة في الماضي والحاضر للترويج للتحول الديمقراطي في مصر وبقية الدول العربية وكان آخرها تلقي بعض الناشطين تدريباً على الاحتجاج السلمي عبر دورات في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان. وتحت عنوان "المثال التركي: نموذج للتغيير في الشرق الأوسط"، كتب "سايمن اتاسوي" يقول إن تركيا تلعب دوراً حيوياً في العالم الإسلامي المعاصر من خلال نظامها الديمقراطي، واقتصادها المزدهر، وسياستها الخارجية التي تزداد استقلالاً على الدوام، وأن المثال الذي تقدمه قد بهر العديد من خبراء السياسة من حيث قدرته على الجمع بين الخلفية الإسلامية والديمقراطية في إطار نظام حكم قوي وراسخ، مما دفعهم لاقتراحه وتقديمه كنموذج يمكن أحتذاؤه من قبل دول العالمين العربي والإسلامي. "الآداب": ربيع سوريا ---- صدر العدد الجديد من مجلة "الآداب" البيروتية، متضمناً ثلاثة ملفات: "الانتفاضة السورية الكبرى"، "القصة القصيرة الجديدة"، "الفلسطينيون وثورات الربيع العربي". وفي فضاء الملف الأول نقرأ افتتاحية العدد وعنوانها "سوريا والفيسبوك وأنا: هوامش على دفتر الانتفاضة السورية"، وفيها يتجول بنا الدكتور سماح إدريس بين بعض التعليقات الإلكترونية المسجلة على الفيسبوك، ليلاحظ أن الانتفاضة السورية قلبت أطروحاتِ كثير من القوميين في الوطن العربيّ رأساً على عقب، حيث أصبح بعض الرفاق القوميين، بمواقفهم المزدوجة، يُسهمون في هلهلة فكرنا القومي والعودة به إلى حظيرة الأنظمة المستبدة. وتحت عنوان "حلم سوري اسمه الحرية"، كتبت روزا ياسين حسن عن شعار "حريّة... حرية" الذي كان فاتحة للربيع السوري. كان ذلك في مدينة درعا يوم 18 مارس الماضي. وقد دفع شبابُ درعا ثمن هتافهم في ذلك اليوم الأول، ثم كرّت سبحةُ الأثمان في معظم المناطق السوريّة. ورغم أنّ شباب الثورة اليوم اعتادوا ترديدَ تلك الكلمة كلَّ صباح في مدارسهم، باعتبارها ثاني الثالوث "وحدة، حرية، اشتراكية" الذي يمثل شعار حزب "البعث" الحاكم في سوريا منذ عام 1948، فقد راحوا يكتشفون مع مرور الوقت كم كانت تلك الصيحة التي سكنتْ صباحاتهم، أشبهَ بكليشيه جوفاء تمّ تفريغُها من معانيها ليبقى بريقُ اللفظ فحسب. ثم تضيف الكاتبة: اليوم، يختبر شبابُ الثورة تلك الخديعة حين يستميت النظامُ في إسكات أصواتٍ تنادي بما يُفترض أن يكون هدفًا له، لكنها هنا أصوات خارجة من عقاله وتحديده الضيّق لمفهوم "الحريّة." فها هو يغتال حناجر جموع كان يستنهضها قبلاً لترفع عقيرتها صادحةً بأهدافه.