أعتقد أن جورج بيركوفيتش كان محقاً في مقاله الأخير على هذه الصفحات، "العلاقات الأميركية الباكستانية... شروط تغيير الاتجاه"، حين أوضح ما يحق للأميركيين توقعه من وراء هذه العلاقة، وكذلك الباكستانيين أيضاً. إذ ليس من طبيعة علاقة كهذه أن تضمن تحقيق التقدم والرفاه لإسلام آباد، فهي علاقة تقابلية تقوم على التعاون في بعض المجالات مقابل تعاون في مجالات أخرى. كما يتعين على واشنطن أن تتخلى عن الاعتقاد بأنها قادرة على تغيير ذهنية المؤسسة العسكرية الباكستانية، ومن ثم يمكنها أن تقدم لها الأموال من أجل أهداف أخرى كثيرة إلا ذلك الهدف تحديداً. وما يدعو إليه الكاتب هو مستوى معقول من التعاون المستديم بين دولتين مستقلتين، من شأنه أن يكون قابلاً للاستمرار وأن لا يعرض الحكومات الباكستانية لقلاقل داخلية أو يضع الجيش الباكستاني تحت اختبار لا يريده. إبراهيم حميد -الكويت