"جامعة الشعوب العربية"، شعار طالما نادى به مثقفون ومفكرون ودعوا إلى تحقيقه بدلاً من "جامعة الحكومات العربية" التي يرون أنها لم تستطع حتى جمع تلك الحكومات حول قضايا قومية كبرى ومصيرية، وأنها بالأحرى قد أخفقت في تحقيق أهدافها المعلنة في مجال التكامل والاندماج العربيين في حدهما الأدنى، إذ زاد التفكك وتفاقمت الخلافات داخل الصف العربي سنة بعد أخرى في ظل "الجامعة" غير المانعة. وفي هذا الإطار أيضاً كتب الدكتور حسن حنفي مقاله الأخير متمنياً أن ينتقل "الربيع العربي" من إطاره القطري لينال المنظمات العربية الإقليمية، وعلى رأسها الجامعة العربية التي يطالب هو أيضاً بتحويلها إلى جامعة للشعوب العربية، سعياً لإكسابها شيئاً من الجدوائية والفعالية وشرعية القبول الشعبي، أي كل ما تفتقده تقريباً في وضعها الحالي كإطار حكومي محض. لكن يبدو لي أن ثمة صعوبات وموانع كثيرة تحول من دون الوصول إلى هدف من ذلك النوع، بدءاً بضعف المكون الديمقراطي في كثير من الدول الأعضاء، وليس انتهاءً بفوضى الأطر المدنية والشعبية العربية التي يفترض أن تكون جزءاً رئيسياً من "جامعة الشعوب" المطلوب قيامها. فالح جواد -العراق