أعتقد أن "إعلان دولة فلسطين" الذي بسط الحديث حوله هنا مقال د. صالح عبدالرحمن المانع، يمثل في الواقع لحظة الحقيقة أمام المجتمع الدولي. فهذا العالم الذي طالما أعلن تأييده لعملية السلام في الشرق الأوسط ودعوته إلى الإسراع بطي صفحة الصراع المزمن في هذه المنطقة عليه اليوم أن يتبع الأقوال بالأفعال، وأن يثبت أنه عند كلمته من خلال الاعتراف العاجل بدولة فلسطين، باعتبارها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، وهو حق ينص عليه القانون الدولي وتؤيده الأغلبية الساحقة من دول العالم. وإذا استخدمت واشنطن حق النقض "الفيتو" ضد عضوية دولة فلسطين فإنها بذلك تكون قد خرجت عن الإجماع الدولي وانحازت إلى المحتلين الإسرائيليين، وأخرت في النهاية موعد تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وفي نظري أن على إدارة أوباما أن تفي بالتزامها المعلن بحل الدولتين من خلال رفع الغطاء الدولي الذي توفره أميركا لأحد الطرفين على حساب الآخر. فالراعي العادل والمحايد لعملية السلام لابد أن يكون على قدر من التوازن في مواقفه، لا أن يكون خصماً وحكماً في الصراع. والأفضل لواشنطن إن لم تؤيد انضمام فلسطين للمنظمة الدولية أن تمتنع عن التصويت، فهذا هو الأقرب إلى الحياد والتوازن المفترض في دولة عظمى تتزعم جهود الرباعية الدولية الرامية لحل الصراع في الشرق الأوسط. متوكل بوزيان - أبوظبي