هنا على مداخل مدينة بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس)، يرابط الثوار الليبيون، على خط الجبهة الأمامي، حيث نرى هنا بعض النشطاء المتطوعين لتحرير المدينة وهم يأخذون قسطاً من الراحة بعد نوبات مواجهة مسلحة مع كتائب القذافي ومرتزقته الذين تجمعوا في المدينة بعد اندحارهم من العاصمة طرابلس وبلدة ترهونة في الشمال، ومدينتي غريان ومزدة في الغرب، ويعتقد أن بعض أبناء العقيد المخلوع -وربما حتى هو نفسه- يوجدون الآن في بني وليد، وهي من أهم معاقل قبيلة ورفلة العربية، التي تعد أكبر القبائل الليبية. وهنا على خط الجبهة الأمامي تسود أجواء من القلق المشوب بالحذر، بانتظار تحرير المدينة المحاصرة، التي يشقها واد عميق وتتسم بوعورة التضاريس، وفي ذات الوقت تتخذ كتائب العقيد المخلوع فيها من المدنيين دروعاً بشرية، حيث تردد أنها تمنع عليهم الخروج إلى أماكن آمنة. وهذا ما يزيد من تعقيد عملية تحريرها، التي تعطي الأجواء العامة هنا الانطباع بأنها أصبحت مسألة أيام فقط، إن لم تكن ساعات، ولسان حال الثوار هنا يقول: "لا رجوع... إلى الأمام... إلى الأمام". (ا ف ب).