أتفق مع كثير مما ذكره د. أحمد يوسف أحمد في مقاله: "الثورات العربية... والمواقف الدولية"، وإن كنت أعتقد أن التباين المسجل في مواقف الدول الكبرى على المسرح الدولي إنما يعود إلى منطق المصالح ولغتها، فالدول الغربية التي تريد تقديم نفسها على أنها داعمة للإصلاح والديمقراطية على صعيد عالمي تفضل التظاهر بدعم التحولات الحاصلة في دول الربيع العربي، هذا في حين أن الدول الكبرى الأخرى تخشى أن يصب التغيير الجاري في المنطقة العربية في النهاية في مصالح الغرب، على حساب مصالحها هي في المنطقة. وقصدي من وراء هذا الكلام هو أنه لا يوجد في عالم السياسة الدولية إلا لغة المصالح، وأما دعم الديمقراطية من أجل سواد عيون الديمقراطية فهذا مجرد ادعاء الهدف منه ذر الرماد في العيون، والتغطية على الدوافع الحقيقية لمواقف الغرب، تجاه تحولات الربيع العربي. إن الغرب بالمختصر المفيد يفيد كسب ود النظم الجديدة التي ستحل محل النظم السابقة في الدول المعنية، لضمان استمرار مصالحه، وهذا كل ما هنالك. بدر الدبعي - صنعاء